وتحت هذا العنوان، تنوّعت التدوينات، الصور، الفيديوهات والمقالات، متناولةً مواضيع اجتماعية وثقافية داخل الجزائر. وحسب النشطاء الذين أطلقوا الهاشتاغ، فهو يمثل "دعوة لتحرير العقل من بعض الأفكار المعلبة والأحكام المسبقة".
وعن الفكرة يقول الصحفي والناشط الجزائري بلقاسم أبوبكر: "القصة بدأت من مقهى "طونطونفيل" في 17 ديسمبر 2016، حيث كنا جالسين نتحدث عن موضوع بعض السلوكيات اليومية، التي ينتجها الجزائريون في طريقة تعاملهم مع بعض المواضيع. فاتفقنا على طرح مبادرة على الفيسبوك، لتسليط الضوء على بعض القضايا. واخترنا الهاشتاغ لأن الجميع يمكنه المشاركة والتفاعل ولن يبقى الأمر حكراً على مجموعة مغلقة".
وأشار بوبكر في تصريحاتٍ لـ "أصوات الكثبان" إلى أن المحاولة تأتي لترسيخ ثقافة الهاشتاغ الغائبة في الجزائر ودول المغرب، مقارنةً بالمشارقة، مشيراً إلى "هاشتاغ #طلعت_ريحتكو والذي "صنع الحدث في لبنان" حسب تعبيره.
وفي ذات السياق، أضاف الصحفي الجزائري "العالم الافتراضي في الجزائر بدأ يغير بعض التفاصيل الصغيرة وأصبحت مواقع التواصل أداة ضغط واقتراح. فالفيسبوك في الجزائر صار له صوت مسموع، والكثير من القضايا بدأ طرحها انطلاقا من الفيسبوك، وهدفنا المستقبلي هو إخراج الهاشتاغ من الافتراضي إلى الواقع".
ويقول بوبكر أنّ "الهاشتاغ أطلقه في البداية أربعة أشخاص؛ أنا ومحمد خبزي، وهو طالب في الصيدلة، والصحفيان نسيم براهيمي وزكريا حبشي".
وعن الهدف من هذا الهاشتاغ، قال بلقاسم أبوبكر "الهدف الأول هو محاولة إظهار بعض النقاط السلبية داخل المجتمع، ومحاولة نقدها بطريقة بناءة، وكذلك تحرير العقل من بعض الأفكار المعلبة، والاحكام المسبقة، والنظرة النمطية للجزائريين تجاه بعض المواضيع. أما الهدف الثاني فهو اظهار النقاط المضيئة من خلال حديثنا على ثقافة التعايش وتناول موضوع نظرة الجزائريين تجاه بعض المهن الصغيرة. فطريقة عملنا هي طرح موضوع كل يوم، وجعل الجميع يتفاعل وينشر".
وعن المواضيع التي يناقشها الهاشتاغ يضيف أبوبكر "الآن ناقشنا مواضيع التعايش، الجهوية، التحرش، احتقار المهن، العادات والتقاليد، ظروف الدراسة في الارياف".
ويحظى الهاشتاغ بتفاعل كبير على موقع الفيسبوك، من مختلف الأوساط والأعمار والمستويات في الجزائر وخارجها، كما تفاعل معه الكثير من النشطاء العرب من مختلف الأقطار العربية.
وفي سياق ردود الفعل، كتب الصحفي المصري مصطفى الكيلاني بأنّ "#معركة_تحرير_ذاك_الشي "هاشتاك" مهم في الجزائر، حالة من التمرد على الرجعية والتخلف، وضد كل مظاهر التطرف".
مضيفا بالقول "أتمنى والله ان كلنا نعمل زي أصحابي الجزائريين، اللي قادرين يحفروا في الصخر من أجل خلق وعي جماعي مختلف".
وفي ذات سياق ردود الفعل، أكّد محمّد خبزي، طالب الصيدلة وأحد الشباب الذين أطلقوا الهاشتاغ، على أنّ "التفاعل كان رهيباً وغير متوقعا مطلقاً، أبان على تعطش كبير لمثل هاته الطابوهات التي احتكرتها الطبقة المثقفة، كأن الشباب غير معني بمناقشتها".
وعن سبب اختيار هذا العنوان بالذّات، يقول خبزي لـ "أصوات الكثبان" أنّ "الهاشتاغ غالباً ما يكون متداولا لأيام، ويموت نتيجة الملل وفقدان البريق. وبحكم غياب العديد من الأساسيات عن حياتنا الاجتماعية، قررنا إيراد لفظة "شي" للحفاظ على مدة تداوله بتناول مواضيع يومية أو لمدة يومين، حيث يتم تعيين "الشي" الذي نتحدث عنه. تحدثنا عن التعايش والجهوية والتحرش، وسنتحدث عن غير هذا لاحقاً. إشراك المتفاعلين في اقتراح المواضيع يخلق التجاوب والتشويق كل يوم. "الشي" هو سر بريق هاشطاغنا" وفق تعبيره.
وفي المقابل، أثار الهاشتاغ الكثير من الردود الرافضة وحتى الساخرة، واتهم البعض الهاشتاغ أنّ فيه إيحاءات جنسية، وقال النشطاء الذين أطلقوه بأنّ كثيرين اتّهموهم بالإلحاد ومحاربة الدّين.
وعن ذلك، كتب الجامعي الجزائري والناشط هشام كبيش، على صفحته الشخصية على الفيسبوك، تدوينات ساخرةً من الهاشتاغ، وقال في إحداها "الناس مازالت تفتح حسابات في الفايسبوك فقط لسب أشخاص آخرين ثم يغلقونها بعد ذلك، وهناك من يُحدثك اليوم عن #_التحرير. يا صاحبي أصلا هذه الحُرية الفيسبوكية التي أتاحها "مارك زوكربيرك" هي في حاجة لإعادة النظر بتقييدها أو إلغاءها كليا "حتى نتراباو"، وأنت تريد تحرير ما لم يُحرر بعد!!!"
يقول محمد خبزي عن ردود الفعل السلبية "الرد السلبي كان ساخراً في الأول بحكم ربطه بمعاني جنسية نتيجة الكبت الجنسي للعقليات. لدينا ازمة بلاغية مع ضمير الغائب وكذا المجهول، إذْ دائماً ما يتم ربطها بالجنس في المقام الأول. بعد توضيحنا للفكرة من "الشي"، تم اعتناقها سريعا، وانتشرت كالنار في الهشيم، بسبب جرأة مواضيعها، ثم تحولت السخرية إلى حقدٍ وحملات مضادة، بدعوى زعزعة النسيج الاجتماعي وتهديد الدين، بالدعوة الى التعايش مع الجزائري غير المسلم في إطار المواطنة".
ويضيف خبزي "تناول الهاشتاغ لمواضيع اجتماعية تهم الجميع جعل المتحاملين يظهرون في ثوب الظالم المتمادي، ما أفقدهم حججهم. لتتحول بعدها الأمور إلى تهجمٍ شخصي ورمي بصفات عديدة، كالإلحاد والافتتان بالغرب وغيرها من التحامل" وفق تعبيره.
محمد بالطيب