وعن مبادرته يحدثنا السيد "فتح الله" قائلا: " لقد تعلمنا أن النظافة من الإيمان وليست من انتظار المصالح البلدية والسلطات، وإيمانا منا بهذا المبدأ فإننا عزمنا على القيام بهذه المبادرة وكما يقول المثل الشعبي (عيب البلاد على رجالها) فإننا لا نريد أن نكون عالة على المجتمع وإنما عنصرا فاعلا، وما هذه إلا البداية بإذن الله" . وفي هذا السياق يقول السيد أحمد بالحبيب قيم مسجد الإمام مالك وهو من المتطوعين في هذه الحملة : " لقد تفاجأت عندما رأيت إعلانات حملة النظافة وتهيئة الطريق على عاتق الصيدلية، لأننا لم نعتد على هذه المبادرات الراقية، فتمنياتي لكل ساع للخير أن يثابر ولا ييأس لأن طريق الخير محفوف بالانتقادات" ، كما أعرب السيد محمد الطاهر بن يحكم عن امتنانه للصيدلية وقد كان أحد الفاعلين في المبادرة، حيث قال : " ليس من السهل أن تنفق من جيبك مالا في سبيل المصلحة العامة، وإن فعلت ذلك فما هو إلا دليل على الاخلاص ورقي فكر صاحبه"
بالمقابل فقد استنكر سكان بلدة عمر الصّمت الرّهيب الذي يخيّم على الهيئات المعنية في إصلاح وترميم واجهة البلدة بما في ذلك الحالة المزرية التي آلت إليها الطرقات والأرصفة وكذا النقص الفادح في الإنارة العمومية التي باتت غائبة بشكل كامل في بعض الأحياء، على غرار مفترق الطرق بالقرب من الطريق الوطني رقم 03 أين سُجّلت العديد من التجاوزات اللاأخلاقية في كثير من المرّات، فضلا عن حوادث السير التي خلفت حالات وفاة في أكثر من مرة.
هذا وتظل السلطات المحلية وعلى رأسها مصلحة البناء والتعمير بالبلدية مكتوفة الأيدي إلى إشعار آخر. وفي سؤالنا لوالي ولاية ورقلة السّيد علي بوقرّة بشأن ما تشهده البلدة من تأخر في التنمية على صعيد التهيئة والأشغال العمومية، وهذا أثناء زيارة تفقدية للبلدة يوم 01 نوفمبر 2014 صرّح قائلا: "سنقوم في بلدة عمر بنفس ما سنقوم به في تماسين" في إشارة منه إلى التهيئة التي ستطال الطرقات بصفة خاصة، إلا أن بلدة عمر ظلت على ما هي عليه إلى اليوم، تجدر الإشارة إلى أن العديد من المرافق تعاني تهميشا كليا خاصة الطرقات التي تشهد انكسارات وتصدعات رهيبة بسبب أشغال غاز المدينة، والتي تنصّل من مسؤولية تسويتها مقاولو هذا المشروع عكس ما تنص عليه الشروط، ناهيك عن تسرّبات المياه إثر عطب بعض الأنابيب، وكذا انكسار بعض أغطية قنوات الصّرف الصّحي "الزيقو" ، ما سبّب حالات استهجان قصوى من أصحاب المركبات، حيث يمثل لهم هذا المشكل كابوسًا حقيقيا خاصّة في الليل مع غياب أدنى إشارة أو لافتة للعطل. وفي تعليق لأحد الناشطين على صفحات الفيس بوك بخصوص لافتة مدخل البلدة التي لا تحمل أي عبارة، أي أن الداخل إلى القرية لا يعلم ما إسم تلك البلدة، لأن اللافتة غير مكتوبة ولا يدري أحد إلى ماذا يرجع السبب.
وبمقابل هذا الصّمت في الأداء من طرف مصالح الأشغال العمومية فإن مُسيّري البلدية وعلى رأسهم المجلس المنتخب لم يتوانوا في الدّفاع والذود عن مقر البلدية الذي كاد أن يتعرض إلى القصف والتخريب من طرف المواطنين عقب الإعلان عن قائمة المستفيدين من الأراضي والسكنات شهر ديسمبر الماضي، والتي كانت – حسب المواطنين – عقيمة من حيث الشفافية والعدل. وفي حوار مع أحد المواطنين أثناء التجمع الذي شهدته ساحة 08 ماي المقابلة للبلدية صرّح قائلا: " المصالح في البلدية لا تتحرك إلا عند قدوم سيادة الوالي، أو عند إحساسها بالخطر، فهل يجب علينا أن ننفجر ونفجّر البلدة كي يُعاد إصلاح الأعطال؟" ويضيف مواطن آخر قائلا: "البلدية تتحلى بمبدأ (أخطي راسي واضرب) ولا ترى أن لها أي مصلحة في تلبية حوائج المواطنين المشروعة" في حين يطرح أحدهم التساؤل قائلا: "كيف ننتظر من مجلس منتخب أن يسيّر شؤون بلدة بحجم بلدة عمر في حين لم يستطع أن يحتوي وضعًا احتجاجيا – رغم تدخل رئيس الدائرة – لمدة 72 ساعة والذي أدى إلى غلق الطريق الوطني رقم 03 ليوم كامل ؟؟ ولم يستطع أن يتخذ إجراء استعجاليا لاحتواء الأزمة الخانقة بعد فضيحة الأراضي والسكنات ؟؟ "
هذا ويبقى المواطن التيلعمري يتجرّع مرارة الندم على انتخاب مجلسٍ مُهمّـته الوحيدة هي الجلوس على الكراسي، في انتظار عصا موسى – إن لم تتحرك السلطات - التي ستغير ولو الشيء القليل على مظهر البلدة الذي يندى له الجبين.