منذ مدة ليست بالبعيدة، رفع رئيس النادي الرياضي لبلدية بلدة عمر السيد عبد اللطيف قانة تقريرا إلى مصالح البلدية عن الحالة السيئة التي آل إليها الملعب البلدي، وهذا على خلفية إصابة أحد اللاعبين إصابة بليغة أدّت إلى خضوعه لعملية جراحية باهظة الثمن، ما اضطر اللاعبين إلى فتح إضراب مندّدين بالصمت الذي تنتهجه السلطات المحلية حيال الوضع الكارثي للملعب. هذا وقد نظمت لجنة الحفلات لبلدية بلدة عمر دورة رياضية في كرة القدم شهر رمضان المنصرم، أين حضر رئيس المجلس الشعبي البلدي وكان شاهدا على ما آلت إليه الأرضية، إلا أن ذلك لم يحرّك ساكنا حسب تصريح اللاعبين، بل اكتفى بإعادة ترميل الملعب.
وفي حوارنا مع السيد فوزي بوهريرة أحد أعضاء مكتب النادي الرياضي لبلدية بلدة عمر صرّح قائلا: "نحن لسنا بحاجة إلى أرضية ترابية، بل إلى عشب اصطناعي على الأقل، وقد رفعنا انشغالنا إلى السيد والي ولاية ورقلة وها نحن ننتظر الرد"
من جانبه فقد صرّح السيد عبد القادر غطاس رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدة عمر لمسؤولي النادي عن موقف سلطاته تجاه هذا المشكل قائلا: " البلدية تقوم بكل ما تخوّله لها الصلاحيات لترميم الأجزاء الضرورية في الملعب، وأول هذه الترميمات هو الأرضية، وها نحن نقوم بما علينا في انتظار تهيئة أجزاء أخرى. أما مسألة التنازل عن الملعب لصالح وزارة الشبيبة والرياضة فهذا ما لا نملك تجاهه أي ضمانات بأن تقوم هذه الأخيرة بتهيئته بالعشب الإصطناعي، لذا فلا يجب المغامرة بإجراء يعود بالسلب علينا وعلى رؤساء البلدية القادمين، إلا أن الوقت لم يمض بعد، وفي وسعنا إيجاد حلول على مستوانا في الأيام القادمة".
هذا التصريح كان بمثابة القطرة التي أفاضت كأس أنصار النادي الرّياضي لبلدة عمر، والذين تعالت أصواتهم وتنديداتهم في كل مكان خاصة وسائل التواصل الاجتماعي وتجمّعات مشاهدة الكلاسيكو والدورات الرياضية التي أصبحت تنظمها الجمعيات في ملاعب كرة اليد ...إلخ، حيث ندّدوا بتماطل الرئيس في نقل انشغالاتهم إلى جهات أعلى، مضيفين استنكارهم للغموض الذي يطال المنحة السنوية التي يستفيد منها النادي الرياضي من القيمة الإجمالية لميزانية البلدية، والتي غابت هذه السنوات دون أي تبرير، إذ كانت – حسب رأيهم – كافية بأن تستغلها البلدية في تهيئة الأرضية بالعشب الإصطناعي لو كان هناك حسن تسيير.
تجذر الإشارة إلى أن الملعب البلدي لبلدية تماسين والواقعة على مسافة 12 كلم من بلدة عمر قد أنهيت به الإشغال بنسبة 100% أين تم تعشيبه اصطناعيا وهو في أبهى حُلة منذ عام ونصف تقريبا، ليبقى الملعب البلدي ببلدة عمر يتخبط بين المقاولين وإعادة الترميم بالأتربة وحدها.
وفي نفس الصدد فإن هذا التماطل التي تنتهجه مصالح البلدية ببلدة عمر لا يعدو كونه رفضا للتنازل عن الملعب من طرف هذه الأخيرة لمصالح وزارة الشبيبة والرياضة، وكما طلب السيد عبد اللطيف قانة رئيس النادي فإن المخاوف التي تنتاب رئيس البلدية هي أن يتم تغيير مقره إلى وجهة أخرى، وهذا ما جعل مصالح البلدية تتشبث بالملعب رافضة أي تدخلات من أي طرف لتهيئة الملعب، ما أدى إلى تراجع وتيرة التدريبات ومنه فإن النتائج في تراجع دائم، بل إن اللاعبين قرروا في مطلع هذا الموسم أن يفتحوا إضرابا عن المشاركة في البطولة الموسمية بين البلديات، إلى حين تهيئة الملعب بالعشب الاصطناعي، كما أفاد رئيس النادي يوم أمس الأربعاء أنه كان من المفترض أن يلعب فريق بلدة عمر مباراة رسمية ضد فريق المقارين إلا أن اللقاء ألغيَ بسبب عدم جاهزية فريق بلدة عمر وهذا راجع للكثبان الرملية التي تتربّع على مساحة الملعب البلدي إذ لا يوجد مكان للتدريب، والأدهى أن يكون هذا الترميم في بداية الموسم.
كما أوضح السيد محمد الطاهر شاشة وهو أستاذ تربية بدنية وأحد أنصار النادي، عن موقفه تجاه رداءة أرضية الميدان والتي قال أنها لا تتطابق مع أدنى المواصفات المعمول بها في الملاعب المحلية، ناهيك عن رداءة التربة إذا ما قورنت بما يجب أن يتوفر فوق أرضية الميدان، فالتربة، وأضاف: "سواء التربة السابقة أو الحالية فإنها غير صالحة للعدو ولا للقفز، فضلا عن إمكانية السقوط الذي يتعرّض إليه اللاعب حتما في كل مباراة" كما طالب الجهات الوصيّة أن تتكفل بالمطلب الوحيد لإدارة النادي وهو العشب الاصطناعي، خاصة أن النادي قد حقق نتائجا جيدة خلال المواسم الماضية رغم الظروف القاسية التي يتدرّب فيها.