نوح عزاوي، هذا الحداد المحترف الموهوب ذو براعة لا تصدَّق يخبرنا أن "تصميم المصوغ الطوارقي تقليد متوارث منذ قرون يحفظ أسراره المعلّمون و هو مصدر فخر لنا بصورة خاصة كما للجزائر بصورة عامة". ثم يوضح: " نحن نصمم المصوغ الطوارقي مثل التسغين (خواتم) و التيزاباتين (أقراط) و التيهوكاوين، أي الأساور والتاكوبا وهي سيف و الخومَيسة (قلادة) و التينالكامين و هو قطعة مصوغ فضيّة مثلثة الشكل و التيجيباوين وهي قطعة ذات شكل نصف دائري تضعها النسوة الطوارقيات في شعورهن". كما يمكن أن نضيف إلى كل ذلك الحبجان وهو مجموعة أساور و القَطارة و هي مجموعة قلائد و أيضاً الأصارو وانعافر.
أما النساء الحرفيات، التينادن، فتصممن المنتوجات التقليدية المصنوعة من الجلد مثل الإيغاتيمن (أو تمبا)، و صنادل التيماترادجن (أو أخرايتابن)، و حاملات المفاتيح، التامنالت، و تلك الأحزمة التي يضعها الرجال في سراويلهم (أكرباعي). و نذكر كذلك البلبور و التسغالت و التيراوت و التيغالافت.
و يقول محدثنا:"إن ترويج السلع التقليدية في الأسواق يمثل مشكلة عويصة في هذه المنطقة النائية من أقصى الجنوب و التي تستحق أن تحتضن لقاءات و ورشات للخبراء حتى يتمكنوا من إيجاد الحلول المناسبة لهذه الصعوبة الشائكة، خاصة إذا علمنا أن الدورة الأولى لمعرض الصناعات التقليدية ببرج عمر ادريس يعود تاريخه لجوان 2014 الأخير".
كما يقترح البعض أن تقوم غرفة الصناعات التقليدية و الحرف ببعث وسطاء تجاريين يهتمون بالتسويق حتى يتفرّغ الحرفيون للإنتاج عوضا عن البحث بأنفسهم عن الأسواق إذ أن صعوبات الترويج ترجع بالأساس إلى عدم معرفتهم بنظام السوق و ذلك بالرغم من إبداعهم الذي تشهد عليه جودة و جمال منتجاتهم الأخّاذ.
برج عمر ادريس هو في الواقع منطقة ذات طابع سياحي بامتياز بمواقعها الجميلة و آثارها التاريخية و نحوتها و رسومها الحائطية الشاهدة على ثراء حضارتها الصحراوية.
و سيمكن برنامج وزارة التجهيز و السياحة و الصناعات التقليدية الهادف لدعم قطاع السياحة بعنوان مخطط التجهيز السياحي من إعادة بناء الطابع السياحي الخاص بهذه المنطقة و الثري بالإمكانيات المغمورة و حتى المجهولة تماما من الشعب الجزائري و هو ما سيسهم في جلب مجموعات غفيرة من السياح نحو هذا السوق الواعد و الجدير بالإهتمام.