لقد عرفت هذه اللهجة – حسب سكان بلدة عمر – مراحل عديدة وتطورات كثيرة، بداية من الاسم، فقد مرّت بعدة تسميات حسب المعاصرين لها في كل حقبة، فقد سمّيت "الرّيغية" نسبة لوادي ريغ عموما، ثم "الحشانية" وهذا نسبة لما يسمى "الحشان" وهو صغير النخل والذي تعرف به المنطقة، كما يزاول بعض الفلاحين تجارتهم ببيع هذا النوع من النبات، فسُميت اللهجة التي كانوا يستعملونها بهذا الاسم نسبة لنشاطهم الوحيد آنذاك، ثم توالت التسميات تبعا للظروف والتغيرات، فسميت "الشلحية" لتبقى بهذا الاسم إلى اليوم. إلا أنها – حسب بعض المهتمين بالتراث اللامادي – ليست هي اللهجة الأصلية التي عُرف بها سكان المنطقة، فقد تغيرت تغيرا كبيرا عمّا كانت عليه من قبل، بل وحُطّ من قيمتها، وهذا عائد لعدة عوامل يذكر على سبيل المثال أستاذ التاريخ نوحة عبد القادر نقص التواصل بين الأجيال، وهذا – حسبه - ما سبب شرخا بين الاستعمال الأصلي لكلمات اللهجة والاستعمال الحالي لنفس المدلولات، فمثلا، كان الأجداد يطلقون على "الورقة" إسم "تيفريت"، سواء أوراق الأشجار أو أوراق الكرّاس والكتاب، أما اليوم فيطلق الشباب إسم "لورقت" على الورق نفسه، وهذا بإضافة تاء التأنيث في اللهجة الشلحية كما في الكلمة العربية، وهذا حسب أساتذة الاجتماع خلط كبير وإسهام في فقدان هوية اللغة ..
سبب آخر من أسباب فقدان اللهجة الشلحية لجوهرها يذكره الأستاذ نوحة، وهو الاحتكاك المفرط بالتكنولوجيا، وهو السبب الذي جعل معظم الشباب يفضلون استعمال اللغة العربية والفرنسية على اللهجة الشلحية التي هي موروث الأجداد في الأصل، فتجد انتشار المصطلحات مثل (الأنترنت، الفيسبوك، ليسيت "بمعنى المواقع"، التيليفون، الكاميرا، كارت ميموار .... ) والتي لا يوجد مقابل لها في اللهجة الشلحية بحكم أن الأجداد لم يستخدموا هذه الوسائل من قبل. يضيف نفس المصدر: "وما زاد من ضعف أداء هذه اللغة هو أن سكان المنطقة لم يبتكروا أسماء باللهجة الشلحية لهذه الأمور المُستحدثة، ما جعل اللغة العربية والفرنسية تكتسح اللهجة الشلحية مُقلّلة من قيمتها حسب العارفين. "
كما أن لعزوف الجمعيات المهتمة بالتراث الحظ الأوفر في فقدان اللهجة الشلحية لجوهرها الثقافي المميز للمنطقة وأهلها - حسب الأستاذ نوحة - إذ لم ينظم أي نشاط حول اللهجة منذ سنة 2013، وقبله سنة 2007 والأدهى أنه لم يكن هناك أي أثر ملموس لتوصيات الندوات التي أقيمت بخصوص هذا الشأن، فلا مجهود لإعادة الاعتبار للهجة، ولا محاولات لجمع ما اندثر منها من مفردات، سوى محاولة فردية واحدة ووحيدة لتأليف قاموس مبسط في اللهجة الشلحية لأحد الشباب من بلدة عمر واسمه يوسف غطاس، إلا أنه يتخبط الآن محاولا توثيقه برقم إيداع قانوني دون جدوى ودون مساعدة الجمعيات ولا المثقفين من أبناء البلدة والوطن. فبوجود هذا العزوف من الجمعيات المهتمة بالتراث وغيرها، يقول الأستاذ عبد القادر نوحة، ستستفحل ظاهرة اكتساح اللغة الفرنسية للهجة المحلية وتفقد هذه الأخيرة قوّتها ومكانتها.
كما يضيف بعض المهتمين باللهجة وتاريخها على غرار جمعية رجال الحشان بتقرت، أنه إن استمر الحال على ما هو عليه من استعمال ركيك للهجة المحلية "الشلحية" وخلطها باللغة الفرنسية، فإنه ليس مستبعدا أن تزول هذه اللهجة بعد سنوات معدودة من الآن، خاصة وأن الجيل الحالي لا يتكبد عناء تعلّم المفردات القديمة الأصلية للمدلولات، على عكس مدن مجاورة ومناطق أخرى في الوطن، مثل اللهجة الميزابية بغرداية، أو التارقية بإيلزي والزناتية بأدرار والشاوية بباتنة وغيرها .. ما يؤدي إلى فقدان الهوية الشلحية في واد ريغ، لذا فإن المهتمين بالتراث اللامادي في وادي ريغ يروا أنه من الواجب على المجتمع إعادة الاعتبار لهذه اللهجة بتوثيق مفرداتها وترسيخ قواعدها وهذا بمساعدة الجمعيات ذات الطابع التراثي والتقليدي من أجل تكثيف الندوات واللقاءات المساعدة على ترسيخ اللهجة لدى الجيل الحالي، وكذا المساعدة المادية للكُتّاب والطامحين لإنجاز قواميس مبسطة لهذه اللهجة، سواء بالتواصل مع دور النشر أو المكتبة الوطنية ..
هذا ويبقى أمل الجمعيات المهتمة بالتراث بنوعيه المادي واللامادي هو إيلاء رعاية تامة بهذه اللهجة من طرف المسؤولين خاصة، وذلك بترسيم يوم خاص بهذه اللهجة يكون فيه الاحتفاء كبيرا وعرض لإنجازات الشباب والجمعيات لكل ما من شأنه أن يعيد اللهجة المحلية إلى مصاف مقومات الهوية المحلية بوادي ريغ، وفصلها عن كل ما يشوهها من ممارسات دخيلة كخلطها باللغة الفرنسية أو العربية، لأن لكل لغة خصائصها وللهجة خصائصها أيضا حسب أساتذة اللغة.