هي جملة من المشاكل و النقائص التي يتخبط فيها منذ سنوات سكان قرية بلحسن ببلدية سيدي لحسن بولاية سيدي بلعباس ، على غرار غياب ماء الشروب، انعدام النقل والإنارة العمومية، واهتراء الطرقات مما تسبب في عزل المنطقة و تهميشها حيث يفضل حتى المارة و السيارات عدم ولوج هذه المنطقة التي لم تعد الحياة بها ممكنة.
و اشتكى المواطنون ل " صوت الكثبان " من العزلة والتهميش التي أصبحت " ماركة مسجلة " بالنسبة إليهم مناشدين السلطات المحلية التدخل لوضع حد للمعاناة التي يتكبدونها منذ سنوات ورفع الغبن عنهم من خلال إنجاز مشاريع تنموية، من شأنها تحسين مستواهم المعيشي.
ويقول عمي الطاهر أحد شيوخ المنطقة أن " المعاناة متواصلة منذ سنوات طويلة على حد قوله و لم تتغير أوضاع المنطقة منذ فترة بعيدة رغم وعود السلطات المحلية والأميار الذين تعاقبوا على تسيير شؤون البلدية و بقيت في نفس الحالة مثلما كانت عليه في السابق".
شيخ آخر من المنطقة أوضح " كنت من الموقعين في العديد من المرات على مراسلات تم توجيهها لمختلف المسؤولين من أجل مناشدتهم بتهيئة المنطقة و توفير الإنارة وتزفيت الطريق وتوفير النقل إلا أن الأوضاع مازالت لحد اليوم على حالها و نحن نعاني غياب هذه المرافق أمام تواصل صمت السلطات وعدم التفاتها لتحسين الأوضاع ".
وأوضح الحاج صالح أن " تلاميذ البلدة يضطرون لقطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام للالتحاق بالمدارس كون وسائل النقل ترفض الدخول إلى المنطقة بسبب اهتراء الطرقات ، مما يزيد من معاناة الأولياء و خوفهم على أبنائهم".
و كشف أحد سكان المنطقة أن " العديد من المواطنين لا يغادرون منازلهم ليلا ولا يتمتعون حتى بالسهر مع الأصدقاء ليلا بسبب غياب الإنارة العمومية " ثم تابع " لا أحد يمكنه الخروج خوفا من اعتداءات محتملة على المنازل ليلا و الظلام الدامس الذي يخيم على المنطقة يعكر حياة العائلات التي أصبحت تنام على الخوف و تنتظر طلوع النهار لتتنفس الصعداء نوعا ما، ليتكرر نفس السيناريو يوميا بحلول المساء".
و لم يخف الحاج صالح أن " هناك العديد من المنازل تم الاعتداء على حرمتها وتعرضت للسرقة في جنح الظلام ، كما أن السكان لا يمكنهم حتى التعرف على اللصوص بسبب ذلك الظلام الدامس مما يجعل مسلسل السرقات يتكرر في كل مرة، مما يضع توفير الإنارة من بين الأولويات بهذه المنطقة".
و إذا كان انعدام الإنارة و اهتراء الطرقات يعتبران من بين الاهتمامات الأساسية للسكان ، فإن انعدام ماء الشروب يبقى أمرا لا يمكن أن يتقبله عاقل مثلما يشير إليه أحد السكان على حد تعبيره " وجدت حلا و عذرا لكل انشغال ، لكن لم أجد حلا أو أفهم عدم توفير ماء الشروب و نحن في عام 2016".
ويعاني سكان المنطقة من انعدام ماء الشروب في الحنفيات حيث يضطر الغالبية الى اللجوء إلى الآبار أو الى الحنفيات العمومية الواقعة على الطرق الرئيسية لملأ الدلال و التزود بماء الشروب ، و هو الأمر الذي لم يهضمه هؤلاء لا سيما و أن نقل الماء يستلزم الاستعانة بمركبة ، لكن لا حياة لمن تنادي، كون المركبات لا تستطيع دخول المنطقة و بالتالي يضطر المواطنون الى التنقل ذهابا و إيابا إلى غاية ملأ كل المستلزمات".
و عبر قاطنو المنطقة عن تذمرهم الشديد من هذه المعاناة التي يعيشونها حيث طالبوا السلطات المعنية بضرورة التدخل في أقرب الآجال من أجل وضع حد لمشكلاتهم و الاهتمام أكثر بعد أن وصفوا البقعة التي يقطنون على مستواها بـالقرية المنسية التي يزورها" الأميار" قبل الانتخابات و لا يعودون إليها سوى خلال المواعيد الانتخابية المقبلة.