الليل.. زمان وفضاء قد يخدعان الكثير من الناس، نظرا للصورة الرائعة التي رسمها العديد من الشعراء والإعلاميين حول سحر الأماكن وجمالها في هذه الفترة، إلا أن الغائص في دروب وأزقة المغرب، سيلاحظ لا محالة وجود العديد من الأشخاص، يتأبطون أسمالا بالية، ويلتحفون السماء ببردها ومطرها، محاولين الإختباء عن أعين الأخرين وإيجاد ملاذ أمن يقضون به ليلتهم.
"بغينا السكانير فتنغير"، هي حملة افتراضية أطلقها نشطاء ينحدرون من إقليم تنغير على صفحة فايسبوكية بـ(جنوب شرق المغرب)، للفت انتباه المسؤولين إلى ضرورة تحسين الأوضاع الصحية بالمنطقة، وحثهم على توفير جهاز الفحص بالأشعة "السكانير" بالإقليم.
بالموازاة مع انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة لتغيير المناخ (كوب 22) يوم 7 نوفمبر/ تشرين الثاني بمراكش، نشرت حركة على درب 96 بإميضر (حركة تطالب بحقوق سوسيو اقتصادية) شريطا على موقع اليوتيوب تطالب شركة تستغل أحد أكبر المناجم لإنتاج الفضة بإفريقيا بوقف تلويث البيئة واستنزاف الثروة المائية لساكنة جماعة إميضر بجهة درعة تافيلالت.
خرج آلاف المواطنين المغاربة في مسيرات احتجاجية حاشدة يوم الأحد ، للتعبير عن غضبهم إزاء حادثة مقتل محسن فكري. الشاب الذي حاول منع السلطات الأمنية من إتلاف بضاعته من السمك بمدينة الحسيمة (أقصى شمال المغرب)، ليتم دهسه تحت آلة ضغط النفايات بشاحنة لحمل الأزبال.
"السكان يعانون أزمة عطش منذ ما يزيد على 7 سنوات، لذلك نضطر إلى قطع مسافات طوال للوصول إلى ساقية دوار أيت لحبيب لجلب الماء"، هكذا تصف أمينة معاناتها اليومية إلى جانب نساء أخريات يقطعن مسافات في منطقة تعرف ارتفاع درجة الحرارة لتوفير الماء الذي يشكل عصب الحياة بالمنطقة.
في الوقت الذي قد ينظر فيه السكان الحضريون إلى فيافي الصحراء نظرة امتعاض واحساس بالرعب من ليْلها ونهارها على حد سواء، فإن بعض الصحراويين بجنوب المغرب لازالوا متمسكين بإرث الترحال في علاقة حميمية مع نشاطهم الرعوي الذي يعتبر مصدر دخلهم الأساسي؛ إلا أن معاناتهم تتفاقم أمام ندرة المياه وقلة الكلأ ومتاعب التنقل، مفضلين الترحال بين كثبانها وأوديتها رفقة الإبل أو الشياه على التمدن والاستقرار بين جدران المنازل الإسمنتية، وزادهم الرئيسي حنطة شعير ولبن نوق صائغ للشاربين.
أدى انهيار إحدى أشهر الأقواس الجبلية عالميا بإقليم سيدي افني جنوب المغرب إلى بروز أصوات محلية تدق ناقوس الخطر وتنادي بضرورة التدخل لحماية المآثر الشاطئية الطبيعية المتبقية والترويج لها (أسد صخري، جزيرة صغيرة، قوسان جبليان طبيعيان،...) للنهوض بالتنمية المتعثرة للمنطقة واستغلال إشعاعها العالمي؛ اشعاع ظل ينعش الاقتصاد المتواضع للمدينة الساحلية، وجعلها مَحَجّاً لمختلف جنسيات العالم على مدار السنة.
لا يكفي أنّ كثيرات من بنات الرّيف المغربي يفتقدن للدّراسة والعناية الصحّيّة، بل يضطرّ أهاليهنّ في كثير من الأحيان لبعثهنّ للعمل لدى عائلات ميسورة الحال في المدن الكبيرة فيتعرّضن لشتّى أنواع الاستغلال. فاطمة إحداهنّ، جاء بها أهلها من ريف قلمين إلى أكادير.
كان السابع من اكتوبر موعدا قاسيا أماط الغطاء عن عضال عزوف الشباب عن السياسة، هذا العزوف الذي تتجاوز نسبته 65 بالمئة، والذي كان من اهم التجليات السلبية التي يعاني منها الفعل السياسي في المغرب الذي يعرف تحولا ديموقراطيا بعد الحراك الذي عرفته شوارعه سنة 2011، و ما تلى ذلك من إصلاحات على المستوى السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي.
إن علاقة الحاجة المادّيّة الّتي يعاني منها المواطن المغربي بالعمليّة الانتخابيّة لا تغيب عن الملاحظين في بلد يقوم فيه المرء بأي شيء من أجل الحصول على لقمة عيش تعيله فما بالك بأصوات الناخبين خاصّة وأنّ عديد المترشّحين مستعدّون لتقديم العطايا لهذه الفئة الهشّة من المجتمع من أجل استمالتهم عند الإدلاء بأصواتهم.