مازالت مسألة دعم القوّات الخاصّة لعديد الدّول (إيطاليا، فرنسا، الولايات المتّحدة وبريطانيا للّيبيّين في حربهم ضدّ داعش، تستدعي الانتباه. وتطفو هذه الأخبار على السّطح بين الفينة والأخرى سواء في شرق ليبيا (بنغازي) أو في معركة سرت. ولعلّ مساندة الفرنسيّين والبريطانيّين لقوّات خليفة حفتر في بنغازي هي الّتي تثير الانتباه أكثر من غيرها خاصّة وأنّ حفتر يحارب جميع الفصائل الّتي كانت منضوية في فجر ليبيا وليس داعش فقط ..
مع تقدّم الأيّام في الحرب على داعش تؤكّد المعلومات الواردة من الميدان حجم التّجاوزات الإنسانيّة في حقّ كلّ من قال لا للتّنظيم ولم يتّبع التّوصيّات. وقد بلغ إلى علم مراسل أصوات الكثبان بمحيط سرت أنّ داعش أنشأ سجونا سرّيّة وأماكن خاصّة تحت الأرض داخل مدينة سرت حيث احتجز عشرات المدنيين، و ركّز مصانع لإعداد وصنع الألغام الأرضية والمواد المتفجرة.
مع اقترب قوات المجلس الرئاسي الليبي من إنهاء وجود تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في معقله الرئيسي سرت، بدأت تثار أسئلة كثيرة حول مرحلة ليبيا ما بعد تحرير المدينة. ولا شك أن نجاح قوات المجلس الرئاسي في طرد "داعش" من سرت سوف يزيد من تعزيز شرعيتها في الداخل والخارج، ولكن تبقى أسئلة شائكة عن مرحلة ما بعد سرت، أبرزها مصير هذه القوات بعد تحرير المدينة، وما سيكون مصير قائد "عملية الكرامة" اللواء المتقاعد خليفة حفتر وقواته وحلفائه السياسيين في برلمان طبرق، إضافة إلى كيفية التعاطي مع المجموعات المتطرفة الأخرى المنتشرة في البلاد.
شهر واحد من القتال كان كافيا للقوات الموالية لحكومة فايز السرّاج للدّخول إلى مدينة سرت ولم يعد يسيطر أتباع تنظيم داعش سوى على الحيّ المركزي بالمدينة المسمّى بمجمّع واقادوقو والذي يقيمون فيه مؤسّساتهم. وضعيّة تجعل الأخصّائيّين والمحلّلين يتساءلون حول ما قد يترتّب عن هذه الهزائم المتتالية لتنظيم داعش بكلّ من سرت و درنة و صبراطة، خاصّة وأنّ للتّنظيم موالون حتى في طرابلس.
ساعدت القوّات الخاصّة البريطانية قوّات مصراطة على استرجاع القرى التي احتلّها تنظيم داعش لمدّة خمسة عشر يوما منذ بداية شهر ماي 2016 و على التقدّم نحو مدينة سرت عاصمة ما يعرف بالدّولة الإسلامية في ليبيا. و لقد تكبّد مقاتلو النظيم خسائر ثقيلة جدّا أثناء هذه المعارك.
لم تختلف السّنة الجامعيّة الحاليّة عن سابقاتها في ليبيا ما بعد القذافي. فللعام الرّابع على التّوالي، سيطرت مشاهد الحروب والانتهاكات على عديد الجامعات الليبية. وقد طرأت خلال هذه الفترة أوضاع غير معتادة. خطف وتعذيب وتدمير المرافق التعليمية جراء الحرب التي اندلعت بين الأطراف في البلاد. فلم تعد الجامعة نبراس العلم الّذي عهده طلبتها، كما لم تعد البلاد الملاذ الآمن لسكّانها.
منذ منتصف أكتوبر 2014 و بعد أكثر من عام على اندلاع الحرب داخل أحياء مدينة بنغازي الليبية (شرقي البلاد) نزح عدد كبير من سكان المدينة الى مناطق مختلفة. منهم من استقر داخل المدارس العامة أو في إيجارات بأسعار مرتفعة جدا في حين تشبث اخرون ببيوتهم و رفضوا مغادرتها إما لموالاتهم لفئة معينة أو على أمل تحسن الاوضاع بعد فترة قصيرة.
وجد جرحى الثورة الليبية ممن يواصلون تلقي علاجهم في تونس أنفسهم في وضع صعب بعد رفض المصحات مواصلة تقديم الخدمات الطبية لهم وتمكينهم من مواصلة العلاج بمختلف عياداتها نتيجة عدم ايفائهم بالمستحقات المالية المتخلدة بذمتهم لديها.
تؤثر حوادث الاغتيالات بشكل مباشر على الحالة النفسية لمن شاهدها ، و تؤدي بنتائج مستقبلية سواء في عدم قدرتهم على متابعة حياتهم بشكل طبيعي ، أو في الرغبة للانتقام من جميع المنتسبين للجهات التي يثار حولها الشك و لن تنتهي هذه الرغبة حتى وإن انتهت الحروب والصراعات ما لم يتم تأهيل وعلاج نفسي لهم.
من الصعب وللوهلة الأولى أن تقرر هل هي مناطق مرعليها إعصار أو ضربها زلزال ، أم اجتاحها طاعون أو سراب جراد. لا وجود لصراخ أطفال يلعبون ، ولا أصوات تشير لإزدحام في الشوارع أو الأسواق ، لا وجود لأي مظاهر للحياة العادية، أصوات نيران الحرب فقط. مناطق توحي بالدمار، يملأها الركام و تنبعث منها رائحة الموت .
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org