يقر الركاب الذين ينتقلون ما بين المناطق الشمالية في مالي والشرقية في موريتانيا بمشكلات قطاع النقل بين البلدين. حيث يرون أن الحكومات لا تدفع بحلول فعلية قد تسهم في وضع حد للفوضى القائمة التي يئن تحت سطوتها مستخدمو سيارات النقل والتي باتت بالنسبة لهم كابوسا مؤرقا على مدار الساعة.
يفتقر المشهد الاعلامي سواء أكان مسموعا او مرئيا في مدينة تين بكتو أقصى شمال غرب مالي الى مقومات العمل الضرورية للتواصل مع الجمهور حيث تشتكي بعض الاذاعات المحلية على قلتها من غياب ادوات العمل الاعلامي فلا تجهيزات عصرية للبث ولا معدات للإنتاج وهو أمر يكاد يتفق عليه اغلب العاملين في المجال.
وقع إدراج بلاد دوغون (مالي) منذ سنة 1989على قائمة التراث العالمي لليونسكو تحت اسم "جرف باندياڨارا". و بفضل قيمتها الثقافية الثرية و المتنوّعة (البعثة الثقافية بباندياڨارا) كانت المنطقة قد أصبحت من الوجهات السياحية الأكثر طلبا في مالي. ولكنها، و لئن كانت في السابق لا تكاد تخلو أبدا من الزوار، فقد غدت اليوم مهجورة و هو ما يضعها أمام صعوبات جمّة.
بالرّغم من التواجد المكثّف للجيش المالي و لقوات البعثة الأممية لحفظ السلام في شمال مالي و بالرّغم من عملية برخان، فإن انعدام الأمن ما زال يقضّ مضجع الأهالي في تين بكتو حيث يقع الإبلاغ باستمرار في كل ضاحية من ضواحي هذه المدينة من شمال مالي عن عمليات اختطاف لمدنيّين و عسكريّين و عن عمليّات سرقة لسيارات و دراجات المتساكنين. و للتنديد بهذا الوضع الذي بات لا يحتمل، قرّر المئات من الشباب تنظيم تجمّع احتجاجي بساحة صانكور، في أحد الأحياء الثمانية التي تتكون منها المدينة و ذلك للمناداة بصوت واحد بتوفير حماية أكثر نجاعة للأشخاص و الممتلكات.
تدفع الحاجة والفقر والظروف المعيشية الصعبة أطفال مدينة "تين بكتو" شمال مالي إلى مغادرة مقاعد الدراسة في سن مبكرة والتوجه الى سوق العمل. أطفال في عمر الزهور يدفعون دفعا إلى خوض غمار الأعمال ويودعون مقاعد الدراسة بلا رجعة.
اتفاق السلام الموقع في 2015 بين الحكومة المالية و فصائل الطوارق المتمرّدة بدأت على ما يبدو تأتي أكلها إذ أن آلاف الماليين من أصيلي مدن الشمال و الذين هُجِّروا في 2012 بسبب الحرب الأهلية و الإرهاب قرّروا العودة إلى مدنهم. لكن هذه العودة لا تجري أمورها دون عوائق و لا مخاطر.
من أجل لقمة العيش، كثير من الفقراء في باماكو أخذوا في جمع الفضلات المنزلية و الصناعية الملقاة في مصبّات العاصمة المالية. هم يبيعون تلك الفضلات فيما بعد لخواصّ أو لشركات تشتغل في معالجة الفضلات مقابل بضع مئات من الفرنكات من عملة المجموعة الإفريقية. صحيح أن هذا العمل يوفّر لتلك الفئة الضعيفة مورد رزق تقتات منه إلاّ أنه محفوف بالمخاطر.
تشكو المرأة بقرية "آباتن" المالية من معاناة لا تنتهي، فمن أجل الاستمرار في الحياة تكابد صنوفا من العمل الشاق الموزع على الانشطة الفلاحية من رعي وتربية ماشية حيث أغلب النساء في القرية يعشن على الفلاحة ويمتهن بعض الحرف التقليدية مثل نسج الزرابي أو الصوف أو غيرهما.
الأصداء التي تصل حول تورّط طلاب العلم، "الألمودا"، في الهجمات الإرهابية الأخيرة التي كان مسرحها سهل سينو بمحافظتي كورو و بانكاس في مالي تثير قلقا شديدا لدى الأهالي الذين باتوا يتوجّسون خيفة من هؤلاء المتسوّلين الأيمة-المتربصين الذين يمشّطون المنطقة بحيث أصبح الجميع يتمنى رحيلهم.
بين شهر مارس 2012 و شهر ماي 2015، عمّ الظلام الدامس مستشفى كيدال. و بالرغم من أن مولّدا كهربائيا وضع على ذمّة المبنى الاستشفائي الواقع بشمال مالي لضمان حدّ أدنى من الخدمات الصحية للمرضى، فإن هذا المولّد لا يعمل بصفة مسترسلة كما ان الطاقم الطبّي المختصّ غير متواجد دائما بالأعداد الكافية، علما وأن مستشفى كيدال هو الإطار الوحيد للرّعاية الصحّيّة لعشرات الآلاف من السكّان في المنطقة و يرتاده يوميا كهول و أطفال و نساء حوامل لتلقي العلاج الضروري.