صادقت موريتانيا قبل سنة من الآن على "خارطة طريق" تهدف إلى " وضع حد نهائي لآثار الاسترقاق " بدعم من الأمم المتحدة ومشاركة من المجتمع المدني؛ إلا أنه يبقى من اللافت استمرار معاناة الضحايا، خاصة أولئك الذين تمكنوا حديثا من نيل حريتهم بفضل نضال منظمات حقوقية.
ويقول العبد المتحرر حديثا معطلا ولد امبيريك ( 40 سنة): "أنا أحد أمثلة ضحايا الاسترقاق؛ الذين هم الآن ضحايا الجهل والبطالة والمرض والتخلف".
رغم أنها غير معروفة كثيرا في جميع الشرائح الاجتماعية الموريتانية؛ إذ لا يتحدث عنها الإعلام إلا داخل الشريحة الحسانية، فإن آثار الاسترقاق ظلت موجودة في مختلف المكونات الاجتماعية الموريتانية: البولار، السوننكي والولوف، بالإضافة إلى المكونة الحسانية. ففي الوسط السوننكي تبدو آثار الاسترقاق مخفية، بل مقنّعة بإحكام؛ حيث تصطدم طموحات أحفاد الأرقاء السابقين في الارتقاء والصعود السياسي والديني والاجتماعي بصخرة ممانعة الزعامتين التقليدية والدينية اللتين كثيرا ما تتواطآن مع الزعامة السياسية التي تشكل الرافعة الحقيقية للإقطاعية في موريتانيا.
يحمل توقيف ومتابعة المناضلين الانعتاقيين والتي واكبتها سلسلة من المضايقات طالت الصحفيين والموسيقيين والنقابيين، مؤشرا على مسعى جدي لتقييد أشكال حرية التعبير في موريتانيا.
في ديسمبر 2014 تم اعتقال رئيس مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية بموريتانيا (إيرا-موريتانيا)، بيرام ولد الداه، ولد اعبيد، ونائبه ورئيس المنظمة الحقوقية غير الحكومية كاوتال، وتمت إدانة الثلاثة في شهر يناير الموالي.
إنه الشاب الموريتاني السيد عبد الودود ولد محمد سالم المولود سنة 1978 في لكسر المقاطعة الأقدم بنواكشوط العاصمة الموريتانية. حيث درس الابتدائية و الثانوية و حصل على البكالوريا. تعرف على مجموعة من الشبان المتشددين ودخل السجن لانتمائه لتنظيم ارهابي و لكنه اليوم غير حياته و أصبح رئيسا لنادي ثقافي رياضي.
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org