فراد سويدي الجنسية و يعمل بباماكو منذ شهر سبتمبر. التقينا به في فندق صغير من فنادق العاصمة غير ظاهر للعيان. و كغيره من الأجانب الآخرين الذين يتردّدون على هذا البلد من جنسيات مختلفة، رفض محدّثنا أن يتمّ تصويره أو حتى التقاط صورة له. يحدثنا عن الأحداث الأخيرة فيقول : "عندما وقع الهجوم على فندق راديسون كنت قد ذهبت في مهمة إلى باريس. لكنّني بالرغم من ذلك لم أتردّد في العودة إلى عملي".
" لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه لا يوجد أي خطر" كما يقول فراد قبل أن يسلّم بأن "الإحساس الكامل بالأمن لا يوجد في أي مكان من العالم اليوم، و لا حتى في أكبر المدن التي تتمتع بأجهزة أمنية قوية فخطر الهجومات الإرهابية أصبح اليوم تهديدا عالميا يجب التعايش معه".
في هذه الفترة من احتفالات نهاية السنة، يعود العديد من المغتربين إلى بلدانهم و البعض منهم الذين تمكنّا من مقابلتهم لا يعبّرون عن تخوفات أمنية تذكر. إيف باريزو و هو كندي حلّ بباماكو منذ شهر فقط، مباشرة بعد حادثة فندق راديسون. التقينا به في شارع الأميرة المعروف بكثرة الحانات و المطاعم و هو يقول لنا : "شخصيا أشعر بالأمان و قد قال لي أحد أصدقائي أن احتمال الإصابة في بامكو بفعل درّاجة ناريّة وارد أكثر من احتمال الإصابة في هجوم إرهابي. و بالتالي فأنا أشعر بأنني في أمان هنا".
و يقول أ. جماد و هو برازيلي من أصل لبناني "الله وحده يحمينا و بالتالي لا أرى موجبا للخوف، خاصة و أن الهجومات الإرهابية يمكن أن تحدث في كل مكان".
و يفيد مصدر من بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (MINUSMA) لم يرغب في الإفصاح عن هويته أن إجراءات وقع اتخاذها من أجل استباق وقوع أي هجوم إرهابي آخر محتمل. و عندما طلبنا منه المزيد من التفاصيل حول هذه الإجراءات، أجاب بكل صرامة : "لا نستطيع الإفصاح عن هذه الإجراءات لأن ذلك ببساطة قد يجعل منها غير مجدية بالمرّة".
و تتبنى وزارة الأمن الداخلي نفس اللهجة المطمْئِنة حيث يقول المسؤولون أن إجراءات تمّ اتخاذها لتفادي تكرار مثل تلك الحوادث التي وقعت يوم 20 نوفمبر الماضي بنزل راديسون. و بسؤاله عن تطور الأوضاع يجيب المكلّف بالإعلام عن وزارة الأمن الداخلي، السيد أمادو سانغو، بأن المصالح الأمنية علمت بوجود العديد من التهديدات الإرهابية لكن مع ذلك تبقى الأمور تحت السيطرة بدليل رفع حالة الطوارئ التي وقع إقرارها يوم الثلاثاء 22 نوفمبر لمدة عشرة أيام نظرا لكون الوضع الأمني آنذاك فرض ذلك لكن الوضع تحسن الآن.
أما في ما يتعلق بالسفارات الأجنبية المختلفة المتواجدة بباماكو، فما من مصدر رسمي قبِل أن يوافينا بتصريح حول الوضع الأمني المتعلق بها. و يجدر التذكير بأن عملية احتجاز الرهائن التي دامت عشر ساعات بفندق راديسون انتهت بوفاة 22 شخصا : بلجيكيون و صينيون و روسيون و أمريكي و إسرائيلي.