يقول أخمدو ديكو و هو راعي خمسيني يعيش في بوادي قرية أتيلا الواقعة حوالي 50كلم شمال غرب تين بكتو، "هذا الجفاف كبّدنا خسائر كبيرة و جعلنا نتداين لسد حاجاتنا" ويواصل حديثه "ان قلة المراعي والمياه جعلت العديد من القطعان تصاب بأمراض في حين لايقدر الرعاة توفير العلاجات اللازمة لها".
ويضيف أنه رغم تأخير الأمطار هذا العام بالمقارنة بالسنوات الأربعة الماضية، فإن البراري شمال وغرب تين بكتو تعاني مع دخول الصيف حالة من القحط الشديد، دفع مربي الأغنام إلى الاعتماد مبكرا على الأعلاف.
من جهته أوضح سيدي ولد أحمد أحد سكان المنطقة ومربي المواشي أن أغلبية سكان هذه الصحاري يعتمدون على بيع الأغنام ومنتجاتها في تدبير معيشتهم، لكن الجفاف مع قلة الإنتاج وارتفاع أسعار الأعلاف ضاعف فقرهم وكلّفهم خسائر باهظة وأضر بمصدر رزقهم وراكم الديون عليهم.
شهدت مناطق عديدة في تين بكتو ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الرملية في الفترة الأخيرة ويبدو أن الامطار القليلة التي شهدتها المنطقة مؤخرا لم تسعف كثيرا من المواشي مع أنها تزامنت مع حلول الموسم المعروف بموسم الأمطار في المنطقة بأسرها.
و يؤكد رعاة استطلعت "صوت الهضاب" آراءهم في عدد من المناطق ان محصول المواشي في شمال مالي يبقى مرتبطا بالتساقطات المطرية حيث شددوا على أنه لا يمكن لهم المغامرة بالنقل من منطقة إلى أخرى في ظل شح الموارد المالية"
وبدوره يؤكد العباس أغ ليتني مسؤول مكتب إتحاد مربي المواشي في تين بكتو، قائلا: "عرفت أمطار هذه السنة تأخرا كبيرا أدى في هذا الصيف إلى إنفاق المنمين الكثير من الأموال لشراء العلف لمواشيهم، وبعد انقضاء الشهر الذي يمثل ذروة موسم الخريف كانت التساقطات المطرية دون المستوى إذ تظل مناطق واسعة دون أعشاب تذكر نظرا لقلة التساقطات و كانت بعض مناطق جنوب النهر وحدها من حظيت بغطاء نباتي معقول حتى الآن ومع أن جفاف هذه المناطق لم يثني المنتجعين عن العودة إليها واستغلال القليل من الأعشاب الذي نبت بها ، فإن القلق يساورهم من عودة مبكرة إلى الجنوب إذ لم تستفد مناطقهم من تهاطلات هامة في الشهر الجاري. لقد قدم الأهالي من شمال النهر، بكثرة لقضاء خريفهم في أعشابه حيث يعم الجفاف مناطقهم مما اضطر أغلبهم إلى الخروج الى أرياف المناطق الجنوبية.
و يشير نفس المصدر إلى أن 90% من السكان يعتمدون على الحيوانات وهم مصدر قوتهم اليومي ولكن الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف دفع الكثير من الرعاة الى بيع أغنامهم وترك مهنتهم الأصلية".