و يأسف عبّال آغ محمد علي، مدير إحدى هذه المدارس، لهذا الوضع فيقول: "المدرسة فارغة. الأطفال يأتون إليها كل صباح لكنهم لا يتلّقون الدروس!" ثم يعبر عن انزعاجه من رؤية الأطفال يتسكّعون في الشوارع عوض أن يجلسوا على مقاعد الدراسة لتلقي المعرفة : " في كيدال وقع هدم المدارس و كسر الطاولات و المقاعد بالإضافة عدم توفر قدر كاف من المدرسين ".
و يقول جيدو آغ راڨاناس، أحد أولياء التلاميذ : "لقد كان في السّابق من الصعب الذهاب إلى المدرسة بسبب انعدام الأمن بالمدينة. أمّا اليوم فلم نعد في حالة حرب بما أن الأطراف المتنازعة توصلت إلى إبرام اتفاقية سلام".
ثم يستنتج محدثنا قائلا : " و بالتالي فقد حان الوقت لأن تتدخل الدولة من أجل توفير كل الظروف اللازمة لاستئناف الدروس بشكل رسمي بجميع المؤسّسات التربوية!".
و كرد فعل إزاء حيرة أولياء التلاميذ، تعهدت نقابة المدرّسين المحليين بأن تقدّم دروسا للأطفال في ساحة المدرسة، حيث صرّح أحد المدرّسين، ريسا آغ ساڨدي : " لقد تطوّعنا لجعل التلاميذ لا يغادرون مقاعد الدراسة حتى لا يخسروا السنة الدراسية 2015- 2016".
ومن جهة أخرى، يقول باي آغ محمود و هوأحد التلاميذ بالمعهد : " الخاسرون الوحيدون في القصة هم التلاميذ. فمستقبلنا في خطر و للأسف لا الحكومة المالية و لا تنسيقية حركات الأزواد لهما وعي بذلك".
من جهته يذكّر زيد آغ محمد منسّق لجنة التصرّف و الإدارة بالمدينة بأن منظمة اليونيسف تعهدت بالعمل على استئناف سير الدروس في المنطقة وقد صرّح بذلك ممثلها الذي قدم إلى كيدال يوم 25 نوفمبر المنقضي. و أفاد نفس المصدر بأن اليونيسف ستتولى تكوين مدرّسين متطوّعين بالإضافة إلى إعادة تأهيل المدارس و توفير الادوات المدرسية و التكفّل بالمطعم المدرسي.
و في ما عدا التعليم، تجدر الإشارة إلى أن كيدال محرومة أيضا منذ اندلاع الأزمة السياسية في 2012 من كل الخدمات الاجتماعية الأساسية كالصحة و الطاقة. لذلك يطالب الأهالي اليوم بالعودة إلى الحياة العادية بكل ما فيها من مرافق.