في مركز لتقييد السكان جنوب العاصمة الموريتانية نواكشوط ، تشرح الشابة "مريم " كيف وجدت نفسها تحمل وصمة عار تلاحقها أينما ذهبت، دون أن يكون لها ضلع فيها على حد تعبيرها .
فهي كما تقول ، جاءت الى الحياة نتاج علاقة غير شرعية لوالدتها برجل ،وهو ما يطلق عليه محليا في موريتانيا ب"الفروخة".
لمدينة تيشيت التاريخية التي صنفتها منظمة اليونسكو ضمن التراث العالمي و التي تقع على حدود الصحراء الموريتانية بجوار المجبّة الكبرى سحر خاص إذ يفتن زوارها بمعمارها الفريد و مكتباتها التي تتضمن مخطوطات تعود لآلاف السنين و بتعدد سكانها المنحدرين من أصول مختلفة اختلط بعضها ببعض حيث تتعايش قبيلة زنوج الماسيناس مع قبيلة الشرفاء أحفاد الشريف عبد المؤمن الذي كان له فضل تأسيس المدينة.
بالرغم من إعلان العام الدراسي المنصرم 20142015 - "سنة للتعليم في موريتانيا" مازال القطاع التربوي يعاني من نواقص هيكلية ويعيش الجميع فيه واقعا صعبا يتقاسمه الطلاب والمدرسون وإن كانت درجة المعاناة تتفاوت حسب البيئة والمِؤسسة التعليمية التي يدرس فيها التلاميذ.
عند مدخل غرفة تسكنها رفقة صديقاتها في حي " أكرا" بمدينة "انواذيبو" الموريتانية ، وافقت "أمينتا كيتا" (30 عاما) على التحدث معنا ، بصوت يعلوه الحزن ،عن معاناة الهجرة التي قادتها في رحلة طويلة وشاقة من بلدها الأصلي "غانا" باتجاه مدينة "نواذيبو" الساحلية التي تعتبر آخر محطة للمهاجرين الأفارقة القادمين من دول جنوب الصحراء ، باعتبارها على بعد أميال بحرية فقط من جزر" لاس بالماس" الاسبانية.
لا يعيش الأشخاص المصابون بمرض المهق في موريتانيا نفس الظروف التي يعيشها نظراؤهم في عدة دول إفريقية كتنزانيا مثلا -التي يعيش المُهقُ فيها حياة صعبة، حيث يتعرضون للاضطهاد والتعذيب والقتل والخطف، بسبب معتقدات خرافية تقول إن أعضاء الأشخاص المصابين بالمهق لها قوة سحرية يمكن استخدامها لجلب الثروة والصحة والسعادة، وتعالج الأمراض القاتلة كمرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز.
على بعد 250 كلم شرق العاصمة الموريتانية انواكشوط وعلى "طريق الأمل" أطول طريق معبدة في موريتانيا يقع مركز الاستطباب الجهوي بألاك كأكبر منشأة صحية بالمحافظة التي تعتبر ملتقى طرق بين مختلف المحافظات الشرقية والجنوبية وكذا بعض المحافظات الشمالية في البلاد، وهو ما دفع بالسلطات الصحية في موريتانيا إلى تكثيف جهودها بهدف الرفع من أداء المنشأة لتكون قادرة على استيعاب الإقبال المتزايد عليها من مختلف المناطق فضلا عن مرتاديها من ضحايا حوادث السير التي تحصد سنويا أرواح عشرات الموريتانيين.
الفضيحة التي أثارها زواج رجلين مثليّين سينيغاليّين يعيشان في موريتانيا أثارت ضجّة كبيرة في نواكشوط حيث أن غالبيّة الصحف و المواقع الالكترونية المحلية جعلوا من الحادثة حديث السّاعة و شغلهم الشاغل.
بحسب القانون، يتساوى جميع الموريتانيين في الحقوق و الواجبات، لكن على أرض الواقع تختلف الأمور تماما للأسف. فالإدارة التي توجد بيد "البيضان"، أي المغاربة، مازالت ترفض في بعض الأماكن من البلاد تسجيل السكان السود بسجلاّت الحالة المدنية و هو ما يعني بالنهاية أن هؤلاء ليس لهم الحق في الحصول على وثائق بيومترية للهوية. هذه الممارسات المترسّبة من الحقب البائدة أدّت مع مرور الوقت إلى تأسيس مجتمع يسير بنسقين مختلفين: مجتمع يتمتّع فيه البعض بكامل الحقوق بينما يُعامل الآخرون كمواطنين من درجة ثانية لا يصلحون سوى لأن يكونوا خدما مطيعين. إنه في الواقع تمييز عنصري مقنّع و جائر لا يسلم منه حتى الأطفال.
يتذكر عامل المناجم ابراهيم ولد ويسات وهو على مشارف الستين أيام الشباب في وقفته أمام منجم "تازاديت" الواقع على جبل "الجل" المعدني، وسط التّلال القريبة من مدينة الزويرات شمال غرب موريتانيا.
باتت الهجرة نحو الشمال الغني ظاهرة إنسانية معهودة ،وحلما يراود جل شباب العالم الثالث والأفارقة خصوصا، حيث خاطر الآلاف بأرواحهم في سبيل الوصول الى فردوس أوروبا، فابتلعت المحيطات منهم من ابتلعت وترصد حرس الحدود منهم من نجى ليعيدونه أدراجه وقليلون من حالفهم الحظ للوصول الى بر الجنة المقصودة.
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org