لقد أصبح صيد الغزلان وفرسان النهر مصدراً ممتازاً لكسب المال في حين يقوم البعض بصيدهم لمجرد التسلية وذلك في ظل غياب تام للسلطات التي من المفترض أن تمنع صيد هذه الحيوانات حفاظا على البيئة.
وأفاد أحمد أغ محمد علي (50 عاما ) الذي يسكن في بوادي تغاروست الواقعة حوالي 150كلم شرق تين بكتو على ضفة نهر النيجر، أن "الصيد الجائر والعشوائي لأنواع الغزلان المختلفة تسبب في نقص واضح وكبير في أعداد البعض منها، مما حد من معدل تكاثرها وجعلها من ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، كما لجأ بعضها إلى ترك موطنها الأصلي، والهجرة نحو مناطق أكثر أمناً للابتعاد عن الصيادين الذين يهدّدون حياتها بشكل يومي"
و أوضح نفس المصدر أن بعض أنواع الغزلان نجحت في العثور على مناطق آمنة ضمن ظروف بيئية ملائمة للعيش بها، بينما عجز البعض الآخر عن إيجادها مما تسبب في موت أعداد كبيرة منها خلال هذه الرحلة الشاقة مؤكدا غياب السلطات المكلفة بحماية البيئة وحماية الحيوانات من الانقراض منذ اندلاع الأزمة في شمال مالي 2012.
أما الصياد محمود الأنصاري فهو يجزم بأن الصيد لم يعد فيه منفعة لأن الحيوانات انقرضت مع الفوضى الذي عمّت في المنطقة منذ سنوات حيث صار الجميع صيادين. و يواصل الأنصاري حديثه " مثلا كانت الغزلان منتشرة بشكل واسع ولا نحتاج نحن الصيادون لغيرهم لكن مع انقراضهم اضطررنا لاصطياد فرسان النهر أيضا لأنها لا تزال متوفرة".
في المقابل يحدثنا مهدي توري ضابط في حرس الغابات المالية بـتين بكتو قائلا: "هناك العديد من الأحكام والقوانين الدولية وحتى الوطنية التي تمنع الصيد العشوائي وغير المنظم، وتجرم فاعليه وتعاقبهم بالسجن أو الغرامات المالية الكبيرة، ونحن بالفعل طبقناها لما كنا في جميع المناطق، لكن منذ الازمة بعض الصيادين والسكان انتهزوا الفرصة ليقتلوا عددا هائلا من الغزلان في الصحاري وفرسان النهر في الأنهار لان تواجدنا الآن محدود خوفا من الهجمات".