يقول سيسي والحزن يعم وجهه " كان الجيران وكل من حولي يقولون لي لن تذهب بعيدا فأنت في إفريقيا لست في البرازيل لكني لم أهتم بما يقولون لأنني أحبها ومن الصعب أن أتوقف عن لعبها، كنت أحلم بأن أكون ليونيل ميسي الإفريقي، لكن للأسف الآن أدركت بأنني لا يمكنني ذلك وندمت على ما أضعته من وقتي من أجل أن أختص بكرة القدم".
أما هربير ديكو، أبرز لاعبي فريق تين بكتو الشهير بـ الفاروق فهو على الأقل استطاع أن يدخل عالم الرياضة باختياره مدافع فريق تين بكتو الرياضي. ويوضح ذلك "أنا عاشق لكرة القدم منذ صغري، بدأت الرياضة من الشوارع وأنا صغير وبعد ذلك انضممت إلى فريق مدرستي وأنا في الابتدائية ومستمتع كثيرا بكرة القدم ولا أستطيع التوقف عن ممارستها، رغم الانتقادات الشديدة التي تواجهني وأنا مازلت في الصف الثاني إعدادي، ومصر على استكمال المشوار رغم أن أهلي يقولون لي إن لعب الكرة عيب قوي لأنك أصبحت مثل النصارى لكني مقتنع بما في داخلي ونفسي إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم".
يواصل ديكو، "كرة القدم باتت جزءا لا يتجزأ من حياتي، ومازلت مستمرا مع العراقيل واعتبر نفسي لم أصل الى تحقيق هدفي بعد، فالمشوار مازال طويلا وأنا أتمنى أن أنضم الى المنتخب الوطني أوالى أحد الأندية المشهورة، كم كان حلمي كبيرا في الوصول إلى ما أريده لكنني اعرف جيدا بأنه لن يتحقق ولكن هذا الامل لا يزال يجذبني كثيرا".
تعددت الروايات وتكرر الفشل لكن هناك من لا يزال في عز طفولته وله أمل في النجاح، إنه الطفل سيدي لمين ولد أحمد البالغ من العمر 12 عاما، يحدثنا قائلا: "اعشق الرياضة و هدفي الوحيد أن أكون لاعب كرة قدم مشهور مع النجوم وأهلي يشجعونني على ذلك لأنهم يحترمون قراري، لكن هنا في تين بكتو لا أجد من يهتم مثلي ألعب في الشوارع فقط ولا توجد مدارس لكرة القدم ولا فريق للصغار، كلما ذهبت للكبار لألعب معهم يقولون لي أنت صغير، ولذا أفكر بأن أهاجر إلى مكان يهتم بما أهواه ويشجعه، مثلا إلى باماكو قد أجد فريق صغار مهتم ألعب معه غلى أن أتعلم وألعب في النوادي الكبار هناك".
في المقابل اكتفى أسكيا ميقا، مدير المكتب المركزي للرياضة في تين بكتو بالقول "إن قطاع الرياضة في الشمال يعاني إهمالا غير مسبوق وذلك لأن مجتمع شمال مالي ليس كمجتمع الجنوب فهو مجتمع مغلق بعض الشيء يرى ان كل ما هو خارج تقاليدهم شيء غير مجاز ولا يمكن القيام به، و الدولة تساعدهم في ذلك لأنها لا تهتم كثيرا بتغيير نظرتهم تجاه كرة القدم، وذلك لأن ليس لها من الميزانية ما يكفي لقطاع كهذا يحتاج إلى الكثير ليتقدم، هناك ملعب واحد في كل مدينة من مدن الشمال وعادي جدا لا يكفي للجميع وهو للفريق فقط ليس فيه مكانا للمبتدئين، في الوقت الذي بوجد شباب مهتمين جدا لكن لا يجدون من يشجعهم، ولذا لابد من ملاعب لجميع المراحل لتكون الرياضة في المستوى ".