لا تخلو رفوف المحاكم المغربية من متابعات قضائية لصحفيين أو مدونين على خلفية تعبيرهم عن آرائهم في قضايا ذات طبيعة سياسية أو تدخل ضمن دائرة ما يعرف ب"الخطوط الحمراء"، وكلها معطيات تدعو الصحفيين والصحفيات إلى إعادة النظر في مقولة "الخبر مقدس والتعليق حر". لذلك نحاول في هذا التقرير تسليط الضوء عن واقع حرية الرأي والتعبير بالمغرب، خصوصا في ظل إعلان المركز المغربي للدراسات والأبحاث في حقوق الإنسان والإعلام عن استعداده لإطلاق مشروع لصياغة تقرير سنوي يرصد ويحلل الانتهاكات.
" تعرَّضي للعنف ، ثم ابتسمي و ضعي مكياجا واخرسي .." هذه كانت عبارة السيدة "رقية.م" ضحية عنف زوجي لمدة ست سنوات كاملة ، فضلت الإنعتاق لتنطلق في سماء الحرية و تصبح ناشطة بمركز استماع للنساء المعنفات..
الليل.. زمان وفضاء قد يخدعان الكثير من الناس، نظرا للصورة الرائعة التي رسمها العديد من الشعراء والإعلاميين حول سحر الأماكن وجمالها في هذه الفترة، إلا أن الغائص في دروب وأزقة المغرب، سيلاحظ لا محالة وجود العديد من الأشخاص، يتأبطون أسمالا بالية، ويلتحفون السماء ببردها ومطرها، محاولين الإختباء عن أعين الأخرين وإيجاد ملاذ أمن يقضون به ليلتهم.
"بغينا السكانير فتنغير"، هي حملة افتراضية أطلقها نشطاء ينحدرون من إقليم تنغير على صفحة فايسبوكية بـ(جنوب شرق المغرب)، للفت انتباه المسؤولين إلى ضرورة تحسين الأوضاع الصحية بالمنطقة، وحثهم على توفير جهاز الفحص بالأشعة "السكانير" بالإقليم.
بالموازاة مع انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة لتغيير المناخ (كوب 22) يوم 7 نوفمبر/ تشرين الثاني بمراكش، نشرت حركة على درب 96 بإميضر (حركة تطالب بحقوق سوسيو اقتصادية) شريطا على موقع اليوتيوب تطالب شركة تستغل أحد أكبر المناجم لإنتاج الفضة بإفريقيا بوقف تلويث البيئة واستنزاف الثروة المائية لساكنة جماعة إميضر بجهة درعة تافيلالت.
"السكان يعانون أزمة عطش منذ ما يزيد على 7 سنوات، لذلك نضطر إلى قطع مسافات طوال للوصول إلى ساقية دوار أيت لحبيب لجلب الماء"، هكذا تصف أمينة معاناتها اليومية إلى جانب نساء أخريات يقطعن مسافات في منطقة تعرف ارتفاع درجة الحرارة لتوفير الماء الذي يشكل عصب الحياة بالمنطقة.
في الوقت الذي قد ينظر فيه السكان الحضريون إلى فيافي الصحراء نظرة امتعاض واحساس بالرعب من ليْلها ونهارها على حد سواء، فإن بعض الصحراويين بجنوب المغرب لازالوا متمسكين بإرث الترحال في علاقة حميمية مع نشاطهم الرعوي الذي يعتبر مصدر دخلهم الأساسي؛ إلا أن معاناتهم تتفاقم أمام ندرة المياه وقلة الكلأ ومتاعب التنقل، مفضلين الترحال بين كثبانها وأوديتها رفقة الإبل أو الشياه على التمدن والاستقرار بين جدران المنازل الإسمنتية، وزادهم الرئيسي حنطة شعير ولبن نوق صائغ للشاربين.
أدى انهيار إحدى أشهر الأقواس الجبلية عالميا بإقليم سيدي افني جنوب المغرب إلى بروز أصوات محلية تدق ناقوس الخطر وتنادي بضرورة التدخل لحماية المآثر الشاطئية الطبيعية المتبقية والترويج لها (أسد صخري، جزيرة صغيرة، قوسان جبليان طبيعيان،...) للنهوض بالتنمية المتعثرة للمنطقة واستغلال إشعاعها العالمي؛ اشعاع ظل ينعش الاقتصاد المتواضع للمدينة الساحلية، وجعلها مَحَجّاً لمختلف جنسيات العالم على مدار السنة.
لا يكفي أنّ كثيرات من بنات الرّيف المغربي يفتقدن للدّراسة والعناية الصحّيّة، بل يضطرّ أهاليهنّ في كثير من الأحيان لبعثهنّ للعمل لدى عائلات ميسورة الحال في المدن الكبيرة فيتعرّضن لشتّى أنواع الاستغلال. فاطمة إحداهنّ، جاء بها أهلها من ريف قلمين إلى أكادير.
هنا المغرب ..ومع بداية كل موسم دراسي تطفو على السطح مجموعة من المطالب المشروعة و الملفات العالقة التي لم تلقى حلا منصفا بعد.
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org