بين شهر مارس 2012 و شهر ماي 2015، عمّ الظلام الدامس مستشفى كيدال. و بالرغم من أن مولّدا كهربائيا وضع على ذمّة المبنى الاستشفائي الواقع بشمال مالي لضمان حدّ أدنى من الخدمات الصحية للمرضى، فإن هذا المولّد لا يعمل بصفة مسترسلة كما ان الطاقم الطبّي المختصّ غير متواجد دائما بالأعداد الكافية، علما وأن مستشفى كيدال هو الإطار الوحيد للرّعاية الصحّيّة لعشرات الآلاف من السكّان في المنطقة و يرتاده يوميا كهول و أطفال و نساء حوامل لتلقي العلاج الضروري.
من أجل لقمة العيش، كثير من الفقراء في باماكو أخذوا في جمع الفضلات المنزلية و الصناعية الملقاة في مصبّات العاصمة المالية. هم يبيعون تلك الفضلات فيما بعد لخواصّ أو لشركات تشتغل في معالجة الفضلات مقابل بضع مئات من الفرنكات من عملة المجموعة الإفريقية. صحيح أن هذا العمل يوفّر لتلك الفئة الضعيفة مورد رزق تقتات منه إلاّ أنه محفوف بالمخاطر.
تسوّل الأطفال في مالي و تحديدا في باماكو أصبح ظاهرة بالغة الخطورة. فهؤلاء الأطفال يقضون وقتهم في التسوّل عند الأضواء التي تنظّم حركة السير في الطريق و في دور العبادة و بالخصوص أمام النزل.
منذ اندلاع أزمة 2012 بشمال مالي ، يشهد قطاع السياحة في تين بكتو و الذي يمثل 80 % من الاقتصاد المحلّي حالة شلل تام حيث أن أصحاب الفنادق و مسؤولي وكالات السياحة و المرشدين السياحيين و كذلك الحرفيين الذين يعيشون أساسا من هذا القطاع أصبحوا يجدون صعوبات جمّة في الحصول على قوت يومهم.
بسبب النقص الفادح في البنى التحتية الجامعية، يضطرّ الشباب المتحصّلون على الباكالوريا للالتحاق بعاصمة البلاد باماكو لمتابعة دراستهم الجامعية. و بحسب الأرقام التي تحصات عليها أصوات الكثبان، فإن 80 % من الطلبة الماليين مرسّمون بجامعات مختلفة موجودة بباماكو و تضم هذه المؤسسات 1000 طالب مرسّم. وحتى إن كان العديد منهم يشعر بالسعادة لمغادرة أريافهم و استكشاف العاصمة، فإن تمركز عدد غفير من الطلبة في نفس المكان لا يمكن إلا أن يؤثر سلبا على ظروف إسكان و إطعام كوادر المستقبل بمالي.
يواجه ذوو الاحتياجات الخصوصية في مالي العديد من الصعوبات في حياتهم اليومية كالتهمييش الاجتماعي و الفقر و صعوبة الالتحاق بالحياة المهنية إذ لا شيء يسهّل عليهم التأقلم مع باقي مكونات المجتمع و الاندماج المهني. و مثلما هو الشأن في العديد من المجالات الأخرى تمثّل النساء الفئة الأكثر هشاشة.
أطفال كيدال بشمال مالي محرومون من الدّراسة منذ نحو أربع سنوات. لا دروس و لا تعليم. فمن مجموع 67 مدرسة بكامل المنطقة، 11 فقط مازالت مفتوحة ظاهريّا ولكنّها تفتقر إلى أطر ومستلزمات التدريس.
كانت ساماكي مريم تبدو قلقة جدا و هي تجلس على أحد المقاعد في قاعة الانتظار بقسم طب النساء التابع لجمعية الصحة المجتمعية بنياماكورو (ASACONIA). كانت تحدّق بنظراتها في وصفة بها نتائج تحاليل طبية. لقد جاءت ساماكي مريم لمقابلة الطبيب فهي تنتظر مولودها الأول و هي في الشهر السابع من الحمل.
تسوّل الأطفال في مالي و تحديدا في باماكو أصبح ظاهرة بالغة الخطورة. فهؤلاء الأطفال يقضون وقتهم في التسوّل عند الأضواء التي تنظّم حركة السير في الطريق و في دور العبادة و بالخصوص أمام النزل.
لقد أدّت سيطرة "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" وحليفاتها، "حركة التوحيد والجهاد في غربي إفريقيا" و"أنصار الدين"،علىمناطقواسعةمنشمالمالي، إلى نزوح أعداد هامة من سكان المناطق الشمالية نحو الجنوب. وإثر انتشار الجيش المالي سنة 2013 نتيجة التدخل الفرنسي، عاد 100.000 نازح، أغلبهم من النساء، إلى مناطقهم الأصلية، وفقا لوثيقة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتتحدث نفس الوثيقة على أن 99.000 نازحا تم تسجيلهم رسميا، يفضلون البقاء في مناطق استقبالهم على العودة إلى مناطق الأصلية. ويعيش بعض النسوة النازحات ظروفا قاسية في باماكو.
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org