مُتَكِئَةً على تاريخ من الحظوة والاحترام ورصيد من التجارب السوسيولوجية المتنوعة، تُحاول المرأة الموريتانية أن تجد لها مكانة فى عالم اليوم عبر تحقيق أكبر قدر ممكن من المساواة مع الرجل.
على مدار العقديين الماضيين، حاولت الدولة الموريتانية جاهدة تمويل حملات دعائية للتعريف بمخاطر زواج القاصرات، دون أن تفي تلك الحملات بالغرض المطلوب.
وأمام استفحال ظاهرة زواج القُصَرْ ، قررت الحكومة الموريتانية بداية العام 2017، وضع حَد ٍ نهائي لها بتمرير قانون "العنف ضد النوع" الى البرلمان للمصادقة عليه والذي يعتبر تزويج القاصرات جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن من 6 أشهر الى 5 سنوات وبدفع غرامة مالية تصل الى 300 الف أوقية أي مايعادل ألف دولار آمريكي.
عرفت موريتانيا نهاية السبعينيات من القرن الماضي موجة جفاف أدت الى نزوح جماعي من الأرياف باتجاه العاصمة نواكشوط، وهو ما نتج عنه وجود العديد من الأحياء العشوائية التي تفتقد الى أبسط مقومات الحياة.
فاطمة تحمل شهادة البكالوريوس في القانون. لتحصل عليها تحدت الإعاقة الحركية رغم اكراهاتها واستطاعت مواصلة دراستها في ظروف قاسية ، وبعد تخرجها شاركت في مسابقات توظيف حكومية عدة، وكانت في كل مرة تتجاوز الامتحان الكتابي بتفوق لكنها تُصدَم بإقصائها من قبل اللجنة المشرفة على امتحانات التوظيف ،بحجة أنها غير قادرة بدنيا على مزاولة هذه الوظيفة.
تُحاولُ الحُكومةُ الموريتانيةُ جاهدةً احتواء ظاهرة العبودية، التي أثرت سلبا على سمعة هذا البلد العربي الافريقي الذي استقل عن فرنسا عام 1960. و على الرغم من مرور عقود على إلغاء الرق وتجريم الظاهرة ، فان بقايا العبودية مازالت تلغي بظلالها على المشهد المحلي.
ترتبطُ التعاونياتُ النسويةُ في موريتانيا ارتباطا وثيقا بظاهرة انتشار الفقر ،خاصة في الوسط الريفي.
وتشيرُ الدراسات الحديثة إلى ارتفاع صادم في مؤشر الفقر في الأسر التي تقودها النساء ، حيث تتراوح مابين 40.5 إلى 45.6%، بينما يرتفع الفقر في أوساط النساء الموريتانيات عموما ليصل إلى 60%..
حتى عهد قريب، ظل الوصول الى قرى "قصر البركة" ، "تنيلله" ،"بلنيار" و"آجوير"و"يغرف" محفوفا بالمخاطر بسبب وعورة الطريق المؤدي الى تلك المناطق النائية من محافظة" تكانت" الجبلية وسط موريتانيا ،وهو ما جعل السكان هنا يعتمدون في تنقلاتهم اليومية على الابل والحمير.
طريقُ الأمل،هُوَ الطَريقُ الوحيدُ الذي يربطُ شرق موريتانيا وشمالها بالعاصمة نواكشوط ،على امتداد هذا الطريق الذي يصل طولُهُ الى 1200 كلمتر ويَمرُ عَبرَ 7 محافظات موريتانية ،شيدَ بعضُ البدو الرحل تجمعات تحولت في ما بعد الى أرياف وقُرى يَعيشُ أغلبُ سكانها اليوم على مياه الآبار التقليدية ،بعد أن حول العطشُ حياتهم الى جحيم لا يطاق.
في عاصمة كنواكشوط ، لم يعد غريبا أن تجد أطفالا صغارا يتوجهون صباح كل يوم الى مكبات النفايات بدل الذهاب الى مقاعد الدراسة. فعوامل مثل الفقر والحرمان وغياب سلطة الابوين جعلت أكثر من 27 في المائة من أطفال موريتانيا يتسربون من المدارس وينخرطون في مجال العمل ،في تفشي صريح لظاهرة عمالة الاطفال بين الموريتانيين وخاصة المنحدرين من طبقتي الزنوج والارقاء السابقين.
تعرف كبريات المدن الموريتانية في فصل الخريف هجرة كبيرة للسكان الذين يغادرون المدن والقرى بشكل جماعي باتجاه الريف حيث قطعان الماشية وحياة البدو التي اعتاد عليها سكان البلاد قبل أزمة الجفاف التي ضربت المنطقة في سبعينيات القرن الماضي واستمرت لعدة سنوات متسببة في هجرة بشرية غير مسبوقة باتجاه المدن بفعل نفوق المواشي التي كانت تشكل مصدر عيش وحيد للسكان آنذاك وجميعهم من البدو الرحل.
أصوات الكثبان هو مشروع معهد التنوع الإعلامي (MDI). يوفّر أصوات الكثبان تغطية شاملة وموثوق بها من عمق الصحراء حول النّزاعات والأمن و المرأة ، والشباب والعنف الاتني و الأقليات الدينية ، وغيرها من الإشكاليّات الشّبيهة، وذلك عبر ريبورتاجات تبلغ صوت الفئات المهمشة و السكان العاديين في الصحراء ، المنسيّين من قبل وسائل الإعلام التّقليدية .
لزيارة الموقع media-diversity.org