إن تطلق وزارة الشباب والرياضة المغربية برنامج "العطلة للجميع " كل سنة، لتكون المخيمات الصيفية في متناول كل الأطفال، فإنّ الفئة موضوع مقالنا غير قادرة على الاستجابة لهذا النداء باعتبارها مضطرّة على الاشتغال ولا تجد متّسعا من الوقت لقصد هذه المنتجعات الجبلية أو الشاطئية.
بعد ان تقرر العمل على موضوع معاناة العاملات في الضيعات، لابد ان تتوقع صعوبته وكأنك تسير على شفرة حلاقة حادة وطريقك محفوف بمخاطر تنتظر النيل منك عند ابسط زلة، ستجد نفسك ترى بأم عينيك حجم المعاناة التي تعيشها تلك النساء وهن في الخفاء يروين لك الأسوأ وامورا لا تراها بالعين المجردة، ولكن ما ان تقترح عليهن ان تسجل وان كان فقط صوتهن ترفضن بسبب الخوف من قطع سبيل رزقهن وقوت يومهن الوحيد، من جهة اخرى تلاحظ ان عيونا تراقبك بين فينة و اخرى وان كنت قد اخفيت سبب تواجدك بالمكان.
"المحطات التي تفصل بين اتخاذ الشخص لقرار ما والوصول إليه هي قطع من العذاب قد تنتهي بتحقيق المبتغى أو بالعودة إلى نقطة الصفر، والأمر ذاته ينطبق على رحلتي إلى أوروبا عبر المغرب"، هكذا عبر المواطن الكاميروني "كولو " عن المعاناة التي عاشها في طريقه إلى "الجنة الأوروبية" التي سمع عنها كثيرا وشاهد جزء منها في الصور التي ينشرها البعض من أبناء بلدته على صفحاتهم في مواقع التواصل الإجتماعي.
صغيرات سنا لكنهن تحملن فوق كاهلهن الصغير هما أكبر من تلك الجبال التي تحتويهن. فتيات قاصرات سرقت منهن طفولتهن البريئة وحقهم المشروع في التمدرس و العيش الكريم، حقهن في اللعب كما الحياة ..اليوم هن تعشن أمومة غير مرغوبة بل كانت قدرهن الذي تحتمه الاعراف و التقاليد التي تنتصر على القوانين.. قاصرات تعشن مرارة الزواج و بؤس أمومة مبكرة حرمتهن طفولتهن المستحقة، استغلال شنيع لكنه يحدث ..
مما لا شك فيه أن أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة في الصحراء لا يزالوا يواجهون مجموعة من التحديات و الصعوبات التي تمنعهم من الاندماج بصفة فعلية في المجتمع، رغم كل المجهودات التوعوية التي تقوم بها مجموعة من الجمعيات التي تشتغل في هذا المجال.
مع نهاية العام الدراسي الذي تُوج بحفلات مدرسية متفاوتة الكلفة ، نستطيع ان نتخيل حالة الفرح التي عمت الكثير من العائلات ولكن هناك بعيدا عن دنيا الواقع المر يعيش متمدرسون أٌقل حظا او بدونه، في المناطق المنعزلة النائية، يمسحون حزنهم الغائر بابتسامة خجولة وهم ينتعلون جوارب ممزقة و احذية بلاستيكية لا ادري ان كانت ستحمي اصابعهم الصغيرة من البرد ام من هذه الاشواك القاهرة، هؤلاء يمشون لكيلومترات طويلة بعضهم محمل بمحفظات ثقيلة اغدقت عليهم بعض الجمعيات بها والبعض الاخر الادنى حظا يحمل كراريسه وكتبه في اكياس بلاستيكية،هكذا هم يعانقون الشمس الحارقة صيفا و يجابهون قسوة البرد شتاء
"ماما تعطلتِ.." كانت هذه هي العبارة التي خاطبت بها الطفلة " أروى"، الأم "ليلى" ونحن نتخطى العتبة الأخيرة لدرج الإدارة، تقف مستظلة بالحائط، يفتر ثغرها عن ابتسامة تنقصها أربع أسنان أمامية في فكها العلوي، ترفع عينيها الصغيرتين مغمضة إحداهما اتقاء للهيب الشمس الساطعة في منتصف اليوم... طفلة تبلغ من العمر ست سنوات متخلى عنها، من أطفال جمعية قرية الأطفال المسعفين المعروفة ب SOS village بمدينة أكادير ..
زاول الصحراويون شأنهم شأن باقي التجمعات البشرية الأخرى منذ الأزل، ألعابا عديدة كانت هي رياضتهم، و مجال فسحهم العضلية و الفكرية، منها على سبيل الذكر لا الحصر: كْبَيْبَة، العَظْمَة، كْرُور، سباق الهجن، و نَيْرُوبَة و غيرها من الألعاب. و لعل معرفة هذا المجتمع بالرياضة المعاصرة حديثة كحداثة عهده بالمدينة، إلا أن أبطاله لمعوا و تألقوا في هذه الميادين أيضا، و لعل مقالنا السابق عن الفريق البلدي النسوي، خير دليل على الأمر، فالفريق حصل على أربع بطولات وطنية على مستوى المغرب، ثلاث منها متتالية مواجها أعتى الفرق و أشدها مراسا.
أصبح الزواج بالصحراء مهمة شبه مستحيلة نظرا لما يصرف عليه من أموال باهظة تتخطى قدرة الشخص الذي يلتجأ في غالبية الأحيان الى الاقتراض من البنك من أجل تغطية تكاليفه.
ما بين الأمس القريب المسوم بالتوافق والتراحم و التجاور الطيب بين كافة مكونات المجتمع المغربي، رغم بساطة التكوين العلمي والمستوى المعرفي، و بين الحاضر"المتحضر" المتغلغل عنفا و اضطرابا، تعصبا يصل إلى حد التطرف، يحضر المكون اليهودي المغربي الذي عرف استقراره تجاذبات و انتقالات وصمت مراحل عدة من تاريخه.