تين بكتو لطالما ارتبط هذا الاسم بتنوع الحضاراتِ والثقافاتِ طَوالَ قرون. و يشكلُ سكانُها من العرب و الطوارق وقبائلِ السونغاي والفلان نسيجًا بشريًا يعيش في تناغم وسلامٍ ، تماما كما تتعايشُ فيها رمالُ الصحراء وإبِلُها معَ مياه نهرِ النيجر وعذوبتِها.
تزايد صيد الحيوانات البرية وحتى النهرية خلال السنوات الأخيرة في شمال مالي، لاسيما صيد الغزلان طمعاً في لحمهم، الذي يعتبر من أشهر اللحوم الحمراء وأكثرها لذة وليونة وأعلاها ثمناً، بالإضافة إلى فرس النهر للاستفادة من جلده في صناعة الحقائب والأحذية ومختلف المنتجات الجلدية التي غالباً ما تتوفر بثمن باهظ جداً.
تفاقمت ظاهرة الهجرة غير الشرعية، خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير، وأصبحت تشكل خطرًا على الوضع الاقتصادي والأمني في المثلث الحدودي بين ليبيا و مالي والجزائر.
"أتوسّل إليكم أن تساعدوني في إيجاد طفلي... أرجوكم...". بهذه العبارات التي تقطّعها صرخات الألم و نشيج البكاء، تحدّثت خديجة عن اليوم الذي اختفى فيه طفلها. مرّت الآن سنتان بدون أن تعرف أيّ شيء عمّا حلّ به و تضيف مستمرّة في النّحيب : " لقد اختُطف ابني مع غروب الشمس من قبل مجهولٙيْن كانا يمتطيان درّاجة ناريّة و عندما أخذاه على متنها صرخ أترابه الذين كانوا يلعبون بالقرب منه لكنّ صرخاتهم ما كانت لتجدي نفعا فقد كان الخاطفون عندها قد ذهبوا به بعيدا... لم يبق بوسعي الآن سوى أن أعلّق كلّ آمالي على الله ... ".
بعد مرور ثمانية أشهر على توقيع اتفاق السّلام و المصالحة في مالي من طرف تنسيقيّة حركات الأزواد (CMA)، يوم 20 جوان 2015 ، لا تزال المجموعات المسلّحة المختلفة تحاول التوصّل إلى توافق في ما بينها. فالائتلاف المتكوّن من مجموعات الدّفاع الذاتي لقبيلة الإيماغاد و حلفائها (GATIA) و من مجموعات أخرى غير انفصالية كانت قد وقّعت هذا الاتّفاق في 15 ماي تمكّن من الدّخول إلى كيدال، معقل تنسيقيّة حركات الأزواد (CMA) بدون عنف و هو ما كان يعدّ إلى حدّ الآن شيئا مستحيلا.
يبقى الحصول على التلاقيح للأطفال في سنواتهم الخمس الأولى من العمر أمرا صعبا بالنسبة لمتساكني البلدة الرّيفية دجالاكورودجي الواقعة على بعد عشرة كيلومترات من العاصمة الماليّة باماكو.
" قال لي أبواي أنّه من البوزو و أن الزواج ممنوع بين الدّوڨون و البوزو. لقد أمضينا عدّة سنوات في التعارف و كنّا مستعدّين للزواج "... هكذا تحدّثت هوى كانساي البالغة من العمر ثلاثا و عشرين سنة و هي من دوڨون بانكاس.
الدّباغة التقليدية لنسيج البازين هي مهنة رائجة جدّا في صفوف النساء في مالي. و بمناسبة الثامن من شهر مارس و هو اليوم العالمي للمرأة، قمنا بزيارة لمركز الدّباغة التقليدية بدجانيڨيلا و هو مركز كبير يشغّل نحو مائتي امرأة عاملة في مجال الدباغة و يقع بأحد الأحياء المحيطة بالعاصمة باماكو. و كان الهدف من هذه الزّيارة معاينة ظروف العمل الصحّية و مدى توفّر شروط السلامة المهنية في نشاط هؤلاء النسوة المكابدات.
لا ينفك سكان كيدال، الواقعة قرب الحدود الجزائرية على بعد 1.400 كم من العاصمة باماكو، عن الاحتجاج على الظروف المتردية لحياتهم اليومية.
لا يزال سكان شمال مالي يعيشون على وقع الخوف رغم مرور ما يقارب السنة على توقيع الإتفاق بين الحكومة و الجماعات المسلحة حيث يتضاعف عدد عمليات السطو المسلح و يرتفع نسق المواجهات العسكرية مما يزيد في قتامة المشهد.