تبعات الحرب المتواصلة في ليبيا على مدار الخمس سنوات الأخيرة، فتحت أبواب الحدود على مصراعيها أمام شتى أنواع التهريب ، كل شيء قابل لأن يهرب في بلد فقد السيطرة على حدوده المواد الأساسية والأدوية والعقاقير والأسلحة والمخدرات وحتى البشر كلها أمور مباحة في عرف المهربين ولا وازع ، مادامت مصدرا للإثراء والتربح.
يمتد ما يُعرف بطريق التهريب في الصحراء الليبية على طول 600 كيلومترا من الحدود بين ليبيا والنيجر إلى مستوى بلدة سبها، عبر قلب الجنوب الليبي. ويُعرَف بـ"طريق القذافي"، وكان يخضع لحراسة مشدّدة من القوات الحدودية قبل 2011، ولكنّه تحوّل بعد سقوط القذافي إلى طريق يسلكه المهرّبون مع إفلات تام من العقاب. وتحاول القوى الأمنية الليبية من قبيلة التبو – قبيلة صحراوية شبه بدوية تعيش في ليبيا وتشاد والنيجر – السيطرة على المنطقة منذ تخلّى جنود معمر القذافي عن مواقعهم في العام 2011، لكن نفوذ هذه القوى محدود نظراً إلى أنها لا تتقاضى أجوراً وليست مدرّبة كما يجب.
لم تتأخّر القبائل اللّيبيّة عن الإسهام في رأب الصّدع السّياسي والاجتماعي الّذي تعاني منه ليبيا منذ سقوط نظام القذافي.
قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا بأن شهر نوفبمر 2016 "شهد أكثر حالات العنف ضد الأطفال بعموم المدن الليبية هذا العام".
مني تنظيم «داعش» بخسائر معتبرة في سرت، إلا أنّه يبدو قادرًا على التكيف والبحث عن بدائل أخرى خارج سرت، وبدا ذلك واضحًا من خلال تصريحات قيادات التنظيم والاستراتيجية التي يعتمدها داخل المدينة نفسها.
ذكرت عديد التّقارير الأمنيّة والصّحفيّة الصّادرة في أكتوبر 2016 أنّ تنظيم «داعش» في ليبيا يتعامل مع عصابات المافيا الإيطالية، إذ تقوم الأخيرة ببيع أسلحة وبنادق إلى قيادات التنظيم مقابل قطع أثرية مهربة من داخل ليبيا.
يعيش العالم اليوم تساؤلات عديدة وحائرة حول مصير المقاتلين المنتمين ل«داعش» بعد انحسار تنظيمهم في سوريا والعراق وليبيا.
إثر سقوط نظام القذافي، تغيّرت النّظرة للأفارقة في ليبيا نظرا للشّكوك الّتي حامت حول انخراطهم في كتائب زعيم ليبيا السّابق ومرّ الأفارقة بفترة صعبة في هذا البلد الّذي يعيش تحت وطأة حرب أهليّة.
نزوح اللّيبيّين من ديارهم لم يقتصر على الموجات الأولى الّتي رافقت سقوط القذافي في 2011 بل تواصلت وارتبطت بكلّ النّزاعات المحلّية الّتي عرفتها ليبيا. وإن تحدّث الإعلام طويلا عن تهجير أهالي تاورغاء قرب مصراتة أو ما حدث للمشّاشيّة في جبل نفوسة، فإنّ تهجير أصيلي الزّنتان، أو من ساندهم، من طرابلس في 2014 إثر انسحاب المجموعات المسلّحة التّابعة لهذه المدينة، لم يقع تناوله إعلاميّا بالشّكل المناسب.
يكفي أن تقضِيَ يوما في الصّحراء لتُدْرِك أهمّية الدّور المعهود للمرأة في حياتهم اليوميّة.