كثفت الحركات الجهادية في مالي عملياتها خلال الأشهر القليلة الماضية مثل عمليات مهاجمة نقاط للجيش المالي ودوريات قوات برخان الفرنسية أو مراكز للقوات الإفريقية المتواجدة في مالي واقتحام مباني الفنادق الفاخرة التي يرتادها أجانب مما ساهم في بث الرعب و الخوف لدى المتساكنين.
تجالاكوروتجي هي واحدة من المجموعات القروية الستة و الثلاثين المكونة لدائرة كاتي...تجالاكوروتجي، المتكونة من ثلاث قرى، يحدها شرقا سانقاريبوغ و نافادجي، غربا مدينة كاتي، شمالا سافو أما جنوبا فتحدها بانغوني. يقول درامان كوليبالي، المسؤول عن إحدى القرى الثلاث : " المشكل الرئيسي في المكان هو نقص المياه... مصدرنا الوحيد للمياه هو بئر بعمق 25 مترا تذهب له نساء القرية يوميا".
قبل أن يتغلغل الإرهاب في مالي، كانت بلاد دوغون وخصوصا جرف باندياغارا ، قبلة لآلاف السياح الغربيين إذ كانت المنطقة تستقطب حوالي 40 ألف سائحا سنويا لكن، منذ 2010، تغيرت الأمور جذريا بعدما أصبح البلد غير آمن بالمرة... هكذا إذا انقطع السياح عن المجيء لتنهار بذلك السياحة بعد سنوات من النمو و الازدهار.
صيحة فزع مدوية أطلقتها المؤسسات الاستشفائية المعنية بصحة الأطفال في شمال مالي بسبب تفشي آفة سوء التغذية بين الأطفال وبلوغها مستويات مرتفعة، امر أصبح يشكل خطرا على حاضر ومستقبل الطفولة في المنطقة بشكل عام والقرى الصحراوية بشكل خاص.
على غرار العديد من مدن مالي، تعيش في مدينة تين بكتو الواقعة في أقصى شمال غرب البلاد ديانات مختلفة وسط تعدد عرقي ينتشر على كامل البلاد. وفي قراءة لتوزع الاقليات الدينية على الخارطة السكانية يمثل مسيحيو مالي بحسب احصائيات الكنيسة 5 بالمائة فقط من اجماليي السكان منهم 1000 كاثوليكي.
يواجه سكان المساكن الإجتماعية في باندياغارا و سكان حي لافيابوغو، كل سنة، مشكلا مزمنا في التزود بالمياه خاصة مع بداية موسم الجفاف أي ابتداء من شهر جانفي. حي لافيابوغو الواقع شمال المدينة يعد حوالي ألف ساكن، أما المساكن الإجتماعية فتقع شرق المدينة ويسكنها حوالي 500 عائلة.
أثرت الحرب بشكل كبير على تصريف شؤون مدن الشمال في مالي ففي عديد المحافظات بات من المستحيل تأمين أبسط المرافق العمومية مما أثر بشدة على المواطنين. هذه الوضعية الكافكاوية ناتجة خصوصا عن انهيار الخدمات الإدارية و فرار الموظفين العاملين في هذه المصالح خوفا من الإرهاب أو من الحرب المشتعلة بين المتمردين الطوارق و الجيش المالي.
أصبح الإجهاض اليوم ظاهرة اجتماعية حقيقيّة في العاصمة الماليّة باماكو إذ أنّ كثيرا من الفتيات و النساء أصبحن يقمن بعمليّات الإيقاف الإرادي للحمل (IVG) بالرغم من أنّ هذه العمليّات ممنوعة بالقانون.
ساء محافظة باندياڨارا على وشك إعلان الثورة و السبب في غضبهن ليس مشكلة انعدام الأمن بالمنطقة و لا هو غلاء المعيشة بل هو مختلف تماما عمّا يمكن توقّعه. هن بكلّ بساطة حانقات على أزواجهن الذين يماطلونهن في إكساب الزواج طابعا رسميا قانونيا.
رغم التفاؤل الكبير الذي أبداه سكان شمال مالي /إقليم أزواد/ بعد التوقيع على وثيقة السلام بين الأطراف المتنازعة في شمال مالي تحت رعاية الجزائر، إلا أن هذه النبرة بدأت تتقلص تدريجيا بعد أن تلمس السكان تقصيرا من الأطراف المعنية في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة الموجهة الى مستحقيها كما نصت على ذلك بنود الاتفاقية الموقعة.